د. يوسف رزقة

«لست بحاجة لأن تكون يهوديا حتى تكون صهيونيا؟!. هذه زيارتي العاشرة لـ«الكيان الصهيوني»، وكل فرصة للعودة إلى هذا البلد العظيم هو نعمة؟! إن صلة الشعب «الصهيوني» والشعب الأميركي  قوية وعميقة.

جيل بعد جيل نمت هذه الصلة، وقد استثمرنا في بعضنا البعض، وحلمنا سويا؟!

بهذه الزيارة نحن نعمق علاقاتنا أكثر.

نؤكد على الدعم الذي لا يتزحزح لأمن «الكيان الصهيوني»، بما في ذلك الشراكة مع «الكيان الصهيوني» في المنظومات الدفاعية الأقوى،

وسنواصل دعم اندماج الكيان الصهيوني في المنطقة وتوسيع المبادرات من أجل سلام أكبر واستقرار أكبر وصلات أكبر، وهذا أمر هام لكل شعوب المنطقة؟!».

هذه مقتطفات من كلمة بايدن في مطار ابن غوريون في أثناء حفل الاستقبال الرسمي.

اللافت للنظر في هذه الكلمات تلك اللغة العاطفية المشحونة بالإعجاب والتعظيم لدولة الكيان الصهيوني.

الصهيونية حركة قومية يهودية، ولكن بايدن وسع إطارها ومفهومها لكي يكون هو جزء من الصهيونية؟!

أنا لست يهوديا، ولكن يمكن أن أكون صهيونيا؟! هذه اللغة الوجدانية تسعد حكومة تل أبيب، وتسعد الصهيونيين عامة؟!

هذه الزيارة رقم عشرة لبايدن لدولة الكيان الصهيوني،

وحسبك أنه يصف كل زيارة بالنعمة؟! زيارة الكيان الصهيوني نعمة تغمر زائرها، وهذا قول لم يقله أحد قبل بايدن،

ولم يقله أحد في دولة هي أفضل وأجمل من دولة تحتل شعبا آخر بقوة السلاح، وتحاصر أحلامه، وتمنعه حقه في تقرير المصير.

أية نعمة هذه التي يجدها بايدن في زيارته لدولة عنصرية لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة، وقرارات المنظمات الإنسانية؟!

نحن نعلم أن أميركا تلتزم بأمن (الكيان الصهيوني)، فهذا ما يكرره كل رؤساء أميركا من جمهوريين وديمقراطيين،

وبايدن يسير على الطريق نفسه، ولكن بايدن يعمل على تطوير هذا الالتزام من خلال أمرين مستحدثين:

الأول،

توسيع اندماج الكيان الصهيوني في المنطقة، أي تطوير وتوسيع اتفاقيات (أبراهام) لتشمل السعودية واندونيسيا وغيرهما.

والثاني،

دعم ناتو إقليمي للدفاع المشترك بين الكيان الصهيوني والدول العربية.

وهذا الأمران هما بيضة القبان في زياة بايدن للمنطقة.

زيارة بايدن في نظر تل أبيب تعد زيارة تاريخية، وهي كذلك في الأعراف الدبلوماسية.

الزياة بدأت بالكيان الصهيوني، وجلّ مخرجاتها للكيان الصهيوني،

وليس للعرب غير النذر اليسير، والكلام المعسول؟!

وليس للسلطة الفلسطينية غير التمنيات، والقول بأن حل الدولتين هو الحل الأفضل، ولكن ليس بعد القول عمل،

ولا فتح لأفق سياسي. فهل تقنع تمنيات بايدن الفلسطيني؟! السؤال برسم إجابة المتلقي. وقديما قال المتنبي :

ومن يهن يسهل الهوان عليه،، ما لجرح بميت إيلام؟!

د. يوسف رزقة

من د. يوسف رزقة

كاتب ومحلل سياسي، فلسطيني أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية بغزة ووزير الإعلام السابق