رضا بودراع

تنازع الشرعيات أمر ينشأ دائما في المراحل الانتقالية، لذا لابد من تثبيت نوع من الشرعية يتم الاستناد إليه.

وغالبا ما يمارس النظام الانتقائية في لاستناد إلى الشرعيات المتعددة.

وهنا علينا أن نميز بين الحراك الذي يمثل الآن الشرعية الشعبية أو الثورية.

وببين الحزب أو التنظيمات كأدوات وبين البنية الفكرية للنظام.

ولا يمكن للأدوات أن تلغي الشرعية فمنها تستمد وجودها.

ولو دعونا لإيقاف الحراك مثلا يعني التسليم بشرعية السلطة القديمة وهذا ممتنع في الفقه الثوري وإلا حققنا أهداف الثورة المضادة.

وما ينبغي الإشارة إليه أن مع أي ثورة أو حراك شعبي نحو التغيير الجذري ستواجه الساحة بحكم الإرث الثقيل لمرحلتي الاحتلال والاستبداد أنواعا ضاغطة من الشرعيات يكون بينها صراع إرادات تختلف في درجة الحدة حسب ثقلها وتأثيرها وهي غالبا.

 الشرعية دستورية:

يعتبر الدستور البنية الفكرية التي قام عليها النظام البائد وسيستميت للاستناد إليها لتجديد هيكلته فالهدف من الشرعية الدستورية هو الحفاظ على روح النظام ولا يهمه في أي جسد يحل وهذا ما قصدت به تجديد هيكلة النظام.

الشرعية القانونية:

هي البنية القانونية والإجرائية للنظام وعند قيام الثورة أو انهيار الدولة يخشى الجميع من الفوضى وينادي الجميع بالحد الأدنى من احترام القانون.

والإشكالية هنا كما أسلفت فمع أهمية الحفاظ على الاستقرار تحمل البنية القانونية للنظام جينات شره وبنات فساده.

ومن هنا يتجلى دور الشرعية الثورية والشعبية لتحقيق التوازن.

الشرعية الثورية:

وهي البنية الفكرية للفئة الثائرة من الشعب قد تكون شبابية أو عمالية أو شرائح متنوعة كحالة الحراك الجزائري.

وتظهر الشرعية الثورية كمرجع تستند إليه الكتلة الحرجة والفئة الثائرة على النظام المستبد أو الفاشل أو العميل.

وفي حالة العمالة البينة تكون الشرعية الثورية فاصلة بين حد المواطنة والخيانة

الشرعية الشعبية:

وهي التزكية الشعبية بالحراك للكتلة الحرجة منها وقد يكون على شكل استفتاء شعبي في الشارع كموقف رافض لقنوات السلطة الفاسدة والمستبدة كما وقع في الجمع العشرين من الحراك الجزائري.

 الشرعية الدولية:

وهو مصطلح حربي يمثل حاجز الهيمنة على الشعوب والأقطار المغنومة من طرف قوى استعمارية منتصرة في حروب القرن الماضي ولازالت تخوض لحد الآن حروبا مستعرة للحفاظ على مكتسباتها كأمريكا في الشرق الأوسط وفرنسا في الساحل الإفريقي.

من رضا بودراع

كاتب جزائري، وباحث في الشؤون الاستراتيجية