عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، يَقُولُ: شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتِيلٍ مَنْ قَتَلُوا، كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ قَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ مُسْلِمِينَ فَصَارُوا كُفَّارًا. قُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، هَذَا شَيْءٌ تَقُولُهُ. قَالَ: بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ .

(حسن صحيح)

مرة أخرى ارتكب أعداء الإسلام جريمة شنعاء وجرحوا قلوب المسلمين، وكان اغتيال العالم المجاهد الكبير مولانا رحيم الله حقاني من أكبر الخسائر التي لا تعوض لِشعب أفغانستان و الأمة الإسلامية.

ارتكبت المجموعة الإرهابية العميلة من اليهود والمسيحيين هذه الجريمة الكبرى، حيث استشهد أحد كبار قادة الأمة الأفغانية مع ابنه الصغير وأخيه أثناء تدريسه للحديث، كما جاء في الحديث، فهؤلاء الدواعش كلاب جهنم، وهم يلعبون دور الخوارج، وهم يکفِّرون المسلمين ويسفکون دماءهم وينتهكون أعراضهم، يستحلون دماء المسلمين وأرواحهم وممتلكاتهم، ويتحدون مع أعداء الإسلام، وما لم يستطع اليهود والنصارى أن يفعلوه؛ هذه الجماعة الإرهابية الكافرة تنفِّذه.

ما هو الهدف من هذه الاغتيالات المتتالية في أفغانستان التي نالت استقلالها وحريتها؟ من يدعم هذه الجماعات الإرهابية خلف الستار؟ لماذا يستشهد علماء الدين وقادته بهذه الطريقة الجبانة؟

هدف هذه الجماعات الإرهابية

هو جعل أفغانستان غير آمنة، يريدون جعل أفغانستان ساحة حرب أهلية، حتى تتدخل الدول الغربية عسكرياً في أفغانستان،

جماعة داعش الإرهابية المتغطرسة تلعب دوراً كبيراً في إبادة المسلمين الجماعية في أفغانستان والعراق والشام،

مهما ينتفض المسلمون ضد الكفار تأتي داعش و تدمر كل شيء.

أعداء الإسلام دائما يستعينون بالإرهابيين بأشكال مختلفة لمهاجمة الإسلام والقيام بأدوارهم في اندلاع الحروب الصليبية في الدول الإسلامية.

بعد أن غادرت أمريكا وحلف شمال الأطلسي أفغانستان بشكل مذل، وفشلت في تنفيذ أي خطة شريرة في أفغانستان،

وتم تدمير كل الخطط والحيل التي نسجتها، سلّطوا داعش لتنفيذ خططهم.

بعد عشرين عامًا من الحرب و القتل و التهجير والاغتيال والاعتقال، غادروا أفغانستان دون أي إنجازات سياسية وعسكرية،

فأوصلوا داعش إلى المسرح لتنفيذ برامجهم و لعبِ سيناريو جديد.

لذلك، يجب على أفغانستان و قيادات الإمارة الإسلامية مواجهة جميع الجماعات المعارضة بجدية تامة في أفغانستان، والقضاء على الجماعات الإرهابية والخرافية والتكفيرية،

وينبغي أن تحرس العلماءَ القواتُ العسكريةُ، وأن تحمي حدود بلادهم بحزم،

وأن تنفذ القوة الدفاعية والاستخباراتية جميع الإجراءات الدفاعية والأمنية في أفغانستان، حتى لا نتأثر بمثل هذه الأحداث المؤلمة مرة أخرى.

وأخيراً

جدير بالذكر أنا كواحد من جنود الإمارة الإسلامية، فإن رسالتي إلى الإمارة الإسلامية هي اجتثاث تنظيم داعش بأسرع وقت ممكن، وقطع جذورها، حتى تكون حياة العلماء آمنة تمامًا.

لديكم مسؤولية كبيرة للغاية اليوم، حاولوا بكل قوتكم العسكرية من أجل أمن أفغانستان.

يدعمكم ويؤيدكم كل المسلمين وعلماء العالم الإسلامي، فأنتم زعماء الحكومة الإسلامية الوحيدة بالمعنى الحقيقي للكلمة في الكرة الأرضية.

من عبد السلام العمري البلوشي

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.