يقول أنصار النظام المصري إن الإخوان المسلمون هم السبب وراء قيام إثيوبيا باحتجاز مياه النيل وراء سد النهضة، لأن الرئيس محمد مرسي هو من سمح لأثيوبيا بالبدء في بناء السد.

 

وفي المقابل يتهم الإخوان النظام الحالي بأنه باع النيل لأثيوبيا، متهمين السيسي بأنه وقع بالموافقة على قيام الإثيوبيين ببناء سد النهضة.

 

ونقول:

 

متى يدرك أبناء الأمة الإسلامية أن البغي الصهيوني عليهم بغي مرتبط بأصل وجود الشيطان في الكون يوسوس لإغواء العنصر البشري عامة وأهل الإسلام خاصة؟

 

متى يدرك أبناء الأمة الإسلامية أن هذا البغي مرتبط بأصل وجود قوى البغي الصهيوني على الأرض يغتنم حالة التفرق في الأمة لكن أن لم يجد فرقة هذا ليس معناه انه يتوقف عن الفساد والإفساد أو السعي لتدمير بلاد المسلمين؟!

 

سد النهضة رؤية صهيونية تجمع بين خلالها حقد التاريخ واستثمار الجغرافيا لتغيير الخريطة الذهنية عن المسلمين تجاه دينهم وموروثهم الفكري والعقدي والتاريخي.

 

سد النهضة رؤية صهيوصليبة خالصة تستثمر حالة النزاع إلا أنها تتحرك من خلال منهج صهيوني وليس مجرد ردود أفعال.

 

مكر الإعلام الصهيوني في استثمار الحدث.

 

تسعى الآلة الإعلامية الغربية بشكلها الصهيوني إلى إعادة تشكيل العقل العربي والمسلم حيث يؤصلون أن السبب في البناء لسد النهضة عدة أمور ومعظمها كذبا وزورا ومنها:-

 

أن حالة المد الثوري الذي عاشته الأمة هو من ساعد إثيوبيا على البدء في الفكرة.

 

وهذا التصور عاري عن الصحة يراد منه عقاب الشعوب على مجرد الشوق نحو الإصلاح والتغيير.

 

الآلة الإعلامية المعارضة للحكومات تسعى إلى ترسيخ فكرة المؤامرة من الحكومة على الشعب من خلال سد النهضة وكلا الرؤيتين بعيدتين عن أصل التصور الصهيوني لفكرة الحرب الشاملة على الأمة والتي من أقوى أدواتها سد النهضة الصهيوصليبي الأثيوبي المكان الإسرائيلي الهوية والأمريكي الرعاية والذي يحمل خبث السعي نحو تهجير أهل مصر من خلال الجفاف أو الإغراق المتعمد أو استلاب العقول العربية والمصرية والإسلامية نحو المسخ العقدي والفكري الخادم لرؤية بني صهيون واستلام الكيان الغاصب أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل بعد حالة الفراغ أو الصدام الغير متوازي بعد تمدد حالة التيه العقدي والفكري والسياسي داخل عقول أبناء الأمة الإسلامية.

 

إن مشكلة سد النهضة قضية وجودية بالنسبة لإسرائيل والغرب وكذلك لمصر والأمة على السواء.

 

سد النهضة إن تجاوزته مصر فلا وجود للبغي العالمي على أهل السنة بعد هذا الإنجاز الوجودي.

 

وان شهدت مصر هزيمة أمام تبعات سد النهضة كما يظن الغرب ويخطط من تقسيم مصر وإعادة الترتيب للمنطقة العربية فثم قرن صهيوني صليبي قادم يبحث فيه أهل الإسلام عن درب للخلاص في سهول الشام أو وديان العراق واليمن أو لعل العناية الربانية الحاكمة لمفردات الكون يكون لها مكرا بمن مكر بالمسلمين عامة وأهل مصر خاصة.

 

على الجميع أن يدرك أن مخطط سد النهضة رؤية عالمية للشركات العابرة للقارات فلا ينبغي جلد الذات أكبر من اللازم سواء جلد الموالاة للحكومات أو المعارضين لها سواء أحزاب أو جماعات إسلامية هنا أو هناك.

 

على الجميع أن يبحث عن حل لا عن السبب في النكبة التي قريبا تحل أو تنزل ببلاد المسلمين عامة ومصر خاصة.

 

أخبرنا القرآن الكريم بأن أزلية الصدام مع بني صهيون لن تنتهي حيث، قال تعالى:

 

وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.

 

واستمرار البغي العالمي على الأمة من قبل قوم عاد أو أتباعهم أمر مستمر ما دام الليل والنهار قائما.

 

قال تعالى:

 

فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ.

 

هكذا الغرب الصهيوني يسعى لامتلاك أكبر السدود إرهابا للأمة الإسلامية وإرهاب مصر وجعلها بين أما خيارات الغرب الماكر أو الإغراق المتعمد أو استلاب العقول وتغيير طبيعة العقل المصري والعربي المعاصر .

 

كارثة سد النهضة يجب البحث لها عن مخرج لا مجرد الاستغراق في من تسبب أو من ساعد أو من يقف بعيدا عن علل خادمة لرؤيته الخاصة سواء مؤيد أو معارض.

من عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية