اللغة العربية

“كلاهما عظيم” أم “كلاهما عظيمان”؟

“كلتاهما عظيمة” أم “كلتاهما عظيمتان”؟

الأفصح عند التعامل مع لفظَي “كلا” و”كلتا” أن نعاملهما على أنهما لفظان مُفرَدان، لا على أنهما مثنَّيَان.

نقول: “كلاهما ناجح” و”كلتاهما ناجحة”، لا نقول: “كلاهما ناجحان” و”كلتاهما ناجحتان”.

وإذا قلنا “الرجلان كلاهما ناجح” فإن “الرجلان” مبتدأ، و”كلاهما ناجح” جملة اسمية من مبتدأ ثانٍ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ.

وإذا قلنا: “الرجلان كلاهما ناجحان” فإن “الرجلان” مبتدأ، و”كلاهما” توكيد معنوي، و”ناجحان” خبر المبتدأ.

والشاهد على ذلك قوله تعالى: “كلتا الجنَّتين آتت أُكُلَها”، ولم يقُل: “كلتا الجنّتين آتتا أُكُلَهما”، لأن ضمير الفاعل المستتر في “آتَت” هو ضمير مفرد مؤنَّث تقديره “هي” يعود على “كلتا”.

ومعنى “كلتا الجنَّتين” هو “كل جنَّة من الجنَّتين”، ومعنى “كلا الرجلين” هو “كل رجل من الرجلين”.

والفرق بين قولك “عملتُ معهما” وقولك “عملتُ مع كليهما” أنك في الأولى قد تكون عملتُ معهما في مكان واحد، أما في الثانية فقد عملتَ مع كلٍّ منهما منفردًا.

جاء في لسان العرب: “وكلتا اسم مفرد يفيد معنى التثنية بإِجماع من البصريين”.

وجاء فيه: “كِلا في تأْكيد الاثنين نظير كلٍّ في المجموع، وهو اسم مفرد غير مُثَنًّى”، و”أَنه اسم مفرد كَمِعى إِلا أَنه وضع ليدل على التثنية”، وكذلك: “كِلا في تأْكيد الاثنين نظير كلٍّ في المجموع، وهو اسم مفرد غير مُثَنّى”.

إلا أن بعض الشعراء استعمل “كلا” و”كلتا” كأنهما مثنَّيان، ربما للضرورة الشعرية، لهذا فإن بعض اللغويين أجاز ذلك، وإن كان من غير المنطقي أن نأخذ بالشواهد الشعرية في الأمور الخلافية، لأن الشعراء يجوِّزون ما لا يجوز بسبب الضرورات الشعرية.