محمد إلهامي، باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية

هذه الحياة لا مجال فيها للهروب..يشبه الأمر ساحة كبيرة لكن المخرج منها باب واحد!!

بإمكانك أن تتجول وتسرح كما تشاء في هذه الساحة.. لكن الجميع يتجه في النهاية للمخرج الوحيد: الموت!

وبعد هذا المخرج مسار واحد إجباري، لا يملك أحد أن يغير فيه أو أن يخرج عنه!!

جميعنا، سنموت، سنبعث يوم القيامة، سنواجه الحساب والميزان، سنعبر على الصراط المنصوب فوق النار {وإن منكم إلا واردها، كان على ربك حتما مقضيا}!

ثم يتساقط الناس في النار كالمطر، كحبات عقد انفرط نظمها.. من بين كل ألف واحد ينجو واحد فقط!! ليدخل الجنة!!

الأمر رهيب حقًّا.. كلنا نسير إلى الموت، ولن يفلت منا أحد!!

والدليل على هذا أن كل السابقين لم يفلت منهم أحد.. كلهم ماتوا!!

من يقلب صفحات التاريخ يجد نفسه يقلب صفحات الموتى، كلهم ماتوا وينتظرون البعث.. لا يفلت أحدهم من نعيم أو عذاب في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور!

مشهد مروع.. نحن على ظهر الأرض مجرد مشهد عابر في مسلسل طويل، نحن الحلقة الحاضرة التي سبقتها حلقات، وستتلوها حلقات.. بالأمس كنا غيبا، وغدا نكون موتى!! وسيأتي بعدنا من يغفلون عن مصيرنا مثلما نغفل عن مصير الذين سبقونا!!

كل جيل، وكل حي، يحسب أن الدنيا خلقت له وستدوم له!! ويغفل عامدا عن حقيقة الحياة التي يراها كل يوم، والتي يؤكدها له كل موت جديد!

وصدق قس بن ساعدة

لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها، يسعى الأكابر والأصاغر

أيقنت أني لا محالة -حيث صار القوم- صائر

من محمد إلهامي

باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية