صورة "سليماني" تظهر في المؤتمر الصحفي بين السعودية وإيران

أجرى مركز الأبحاث الألماني المتخصص في الشرق الأوسط “مينا وتش” تقريرا عن صورة قاسم سليماني التي ظهرت في المؤتمر الصحفي بين السعودية وإيران. 

 

سلط حادث على هامش مؤتمر صحفي مشترك الضوء على المشاكل التي تقف في طريق تطبيع دائم للعلاقات بين السعودية وإيران.

 

كانت الزيارة الأولى لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لإيران منذ سنوات عديدة تهدف إلى تعزيز التقارب بين البلدين، لكن حادثة وقعت خلال الزيارة أثارت تساؤلات. على الرغم من أن هذه لا تشكك تمامًا في النتائج التي تم تحقيقها، إلا أنها تظهر بوضوح في نفس الوقت العقبات التي تحول دون التطبيع الكامل للعلاقات بين الرياض وطهران.

 

أجرى وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان محادثات ثنائية في طهران يوم السبت الماضي. وقال فيصل بن فرحان في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المفاوضات إن المحادثات مع إيران تسير كما هو مخطط لها، مشيرا إلى أن العمل جار لفتح السفارة السعودية في طهران.

 

وأضاف الوزير السعودي أن المحادثات ركزت على أهمية التعاون الأمني ​​بين البلدين لضمان عدم غرق المنطقة في سباق تسلح. وأكدت للجانب الإيراني ضرورة بقاء المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وضرورة التعاون في مجال الأمن والاستقرار، وضرورة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

 

من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني أن البلدين ملتزمان بإحلال السلام والأمن في المنطقة وضمانهما وتعزيز العلاقات الاقتصادية. وشدد أمير عبد اللهيان على أهمية تشكيل لجان سياسية واقتصادية مشتركة عبر الحدود ومكافحة تهريب المخدرات.

 

وكان اجتماع السبت الماضي هو الثالث بين وزيري خارجية إيران والسعودية منذ الاتفاق في مارس لتطبيع العلاقات الثنائية، الذي أنهى سبع سنوات من العصر الجليدي بين البلدين. زيارة فيصل بن فرحان هي أيضا أول زيارة لوزير خارجية سعودي إلى إيران منذ أكثر من عقد. وبالإضافة إلى لقائه وزير الخارجية الإيراني، التقى الوزير السعودي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وقدم له دعوة رسمية لزيارة السعودية.

 

رغم الأجواء الإيجابية، بحسب تقارير صحفية، كانت هناك أزمة وجيزة قبل المؤتمر الصحفي بين بن فرحان وأميت عبد اللهيان بسبب ظهور صورة لقاسم سليماني القائد السابق للوحدة الخارجية التابعة للحرس الثوري الإيراني في الغرفة.

 

تم تداول مقطع فيديو يظهر خروج الوفد السعودي وممثلي وسائل الإعلام من القاعة وفيه يمكنك مشاهدة صورة سليماني معلقة على الحائط، نشر صحفيون ونشطاء خبرًا مفاده أنه قبل المؤتمر الصحفي للوزراء، طلبت المملكة العربية السعودية إزالة صورة سليماني من الغرفة واختيار غرفة أخرى بعد أن رفضت إيران إزالة الصورة.

 

لكن السلطات السعودية لم تؤكد أو تنفي الحادث. ووصف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الأنباء التي تحدثت عن تأجيل المؤتمر الصحفي بأنها مجرد “تكهنات إعلامية” و”غير صحيحة” وأكد أن سبب التأجيل “مشكلة فنية”.

 

يعتبر قاسم سليماني، الذي قُتل في هجوم أمريكي بالعراق عام 2020 ، أهم رمز لسياسة إيران التوسعية في الدول العربية، لا سيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

 

وحول أهمية زيارة فيصل بن فرحان لإيران، قال عضو جمعية العلوم السياسية السعودية محمد الحربي إن إيران والمملكة العربية السعودية تمران بفترة “توازن استراتيجي”، مضيفًا أن المحادثات الجارية بين البلدين ستنتقل قريبًا إلى قضايا مثل اليمن وسوريا ولبنان.

 

ومع ذلك، فإن هذه القضايا الإقليمية، التي لا يزال يتعين حلها بعد التقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية، هي في الوقت نفسه العقبة المركزية أمام مستقبل العلاقات بين البلدين ويمكن أن تقرر ما إذا كانت ستنفصل مرة أخرى أم لا.

 

وفي هذا الصدد، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، عباس جالو، إن “بعض الخلافات” بين السعودية وإيران حول القضايا الإقليمية يجب ألا تعرقل المسار الدبلوماسي بين البلدين.

 

وشدد جالو على أهمية العلاقة بين الجانبين في الحد من التوترات الإقليمية. وأضاف “لا تزال هناك خلافات بين إيران والسعودية حول بعض القضايا الإقليمية، لكن هذه الخلافات لا ينبغي أن تؤدي إلى قطع القنوات الدبلوماسية مرة أخرى بين البلدين”.

 

يرى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، محمد صالح صادقيان، أن إيران والمملكة العربية السعودية على حد سواء تعتقدان أن الحوار والتفاهم والتعاون والتنسيق يخدم مصالح البلدين ومصالح جميع دول المنطقة على أفضل وجه ، لذا فإن الخلافات القائمة لن تعطل التطبيع.

 

باختصار، أحرز التطبيع بين إيران والسعودية تقدمًا منذ توقيع اتفاق بكين في مارس الماضي. في الوقت نفسه، فإن استمرار العلاقات في المستقبل يعتمد على قدرة البلدين على تجاوز العديد من العقبات، بما في ذلك الخلافات المستعصية في سوريا ولبنان والعراق واليمن. قد تتسبب هذه الاختلافات في حدوث هزات مفاجئة، ونتيجة لذلك، تتطور بسرعة مشاكل صغيرة، مثل الخلاف حول صورة سليماني في قاعة المؤتمرات الصحفية، إلى أزمة كبيرة.