تعذيب مواطن في شوارع القاهرة

قال الكاتب الصحفي صلاح منتصر في مقالة له بعنوان ” تعذيب الإخوان ” بجريدة الأهرام القاهرية بتاريخ 4/7/2017:
أظهر مسلسل «الجماعة» تعرض الإخوان لعمليات تعذيب، وهو وإن كان هذا التعذيب مرفوضا بصورة عامة، إلا أن الإخوان لم يكونوا وحدهم الذين عذبوا، بينما التعذيب نهج قديم فى كل العالم .

وفى مصر كان من أشهر وسائل التعذيب فى زمن « البوليس السياسى» كما كان يطلق على مباحث أمن الدولة قبل ثورة 1952 ، ما أطلق عليه « العسكرى الأسود» وهو عسكرى كان يتم استدعاؤه لمعاملة الحالات التى ترفض الإدلاء بأقوالها . وقد ظلت الأساطير تحيط بهذا العسكرى الأسود لكن دون أن تظهر صورته أو اسمه فى صحيفة .

وليس هناك تقريبا دولة لم تعرف التعذيب . ورغم مساحيق التجميل التى تتحلى بها أمريكا سواء من حيث حقوق الإنسان أو الحريات فإنه من بين أسوأ وأبشع عشرة سجون فى العالم ــ ليس بينها اسم سجن مصرى ــ تملك أمريكا من هذه العشرة أربعة سجون تعتبر الأسوأ

ونقول :
يحاول الكاتب التبرير لنظامه جرائمه ثم يحترز لغضبهم بادعاء قدم الممارسة وأنها كانت تتم قبل عام 52 لكنه لم ينتبه إلى أن كلامه عن المسلسل هو في فترة ما بعد 52 !

لكن عين الرضا عن كل عيب كليلة
أو قل إن ينبوع النفاق لا ينضب عند أولئك الذين ارتضوا السير في ركب الظلمة والمجرمين

والحمد لله تعالى على نعمة الإسلام الذي سبق كل تشريع وحافظ على حقوق الإنسان – مسلمهم وكافرهم وقويهم وضعيفهم – وهذا من نعم الله تعالى علينا وعلى البشرية ومن حضارة أقامها الإسلام من قديم

الظُّلم مَهْلك للبلاد ومستحضر لسخط الله تعالى وعقوبته ويحرق أول ما يحرق من قام به !،
قال تعالى : ﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 59].

وقال سبحانه : ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]، ﴿ فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 41]، ﴿ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]، ﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111].

وهناك نصوص كثيرة في تحريم التعذيب نذكر على سبيل المثال ما ورد في “صحيح مسلم” وغيره عن أبي مسعود البدري – رضِي الله عنه – قال: “كنتُ أضرِب غلامًا لي بالسَّوط، فسمعتُ صوتًا من خلفي: ((اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود))، فلم أفهم الصوت من الغضب، فلمَّا دنا مِنِّي إذا هو رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو يقول: ((اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود))، فسقط السَّوْطُ من يدي من هَيْبَتِه، فقال: ((اعلم أبا مسعود أنَّ اللهَ أقدَرُ عليك منك على هذا الغلام))، فقلت: يا رسول الله، هو حُرٌّ لوجه الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((أمَا لو لم تفعل للفحتْك النارُ، أو لمسَّتْك النار))، فقلت: والذي بعثك بالحقِّ، لا أضرب عبدًا بعده أبدًا، فما ضربت مملوكًا لي بعد ذلك اليوم”

وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: ((الله أقدر عليك منك على هذا الغلام)) تحذيرٌ لكلِّ مَن تَغُرُّه قُوَّتُه فيَتَجبَّر على عِباد الله بغير حقٍّ؛ فالله – عزَّ وجلَّ – أكبر، وقدرته على العبد أعظم، وجَعْلُ العبد قدرة الله -تعالى- عليه نصْبَ عينه يَعصِمه من مرض التجبُّر والظلم المُتَأصِّل في نفس كُلِّ إنسان، وإنْ كان لا يظهر هذا المرض إلا مع مُقتَضاه من سلطة، أو قوَّة، أو غير ذلك.

قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُؤْتَى بالمَقْتولِ يومَ القِيامَةِ مُتَعَلِّقًا بالقاتلِ تَشْخُبُ أوداجُه دَمًا – أي: تسيل – حتَّى يُنْتَهَى به إلى العَرْشِ، فيقولُ: رَبِّ، سَلْ هذا فِيمَ قَتَلَني؟))؛ رواه الحُميدي وأحمد والنَّسائي، وصحَّحه الألباني.

وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن ضرَب بسوطٍ ظلمًا، اقتصَّ منه يومَ القيامة))؛ رواه البيهقيُّ وغيرُه، وصحَّحه الألباني.

اذن ليس مبررا أن يحدث التعذيب هنا أو هناك لنبرر لأنفسنا وقوعه فهو مسؤولية شرعية واستجلاب لغضب الجبار

بخلاف ذلك فقد توافقت الفطرة الإنسانية والمواثيق الدولية على تجريم هذه الأعمال التي تنقص من قيمة من يقوم بها كما أن تسبب الفصام بين المجتمع وتورث الرغبة في الانتقام وإن الواقع ليشهد بأن كثير من التصرفات العنيفة والأعمال الإرهابية إنما جاءت كرد فعل لتلك الممارسات

ولقد نتج عن رفض تلك الممارسات تقنينا عالميا لرفضها وعلى سبيل المثال اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لحقوق الإنسان وهي تهدف إلى منع التعذيب في جميع أنحاء العالم. وتلزم الاتفاقية الدول الأعضاء باتخاذ تدابير فعالة لمنع التعذيب داخل حدودها، ويحظر على الدول الأعضاء اجبار أي إنسان على العودة إلى موطنه إذا كان هناك سبب للاعتقاد بأنه سيتعرض للتعذيب.
وقد اعتمد نص الاتفاقية من جانب المفوضية السامية للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1984، وبعد تصديق 20 دولة عضو ،دخلت حيز النفاذ في 26 يونيو 1987واحتفالا بالاتفاقية، يعد الـ 26 من يونيو الآن اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب.

اعتبارا من سبتمبر 2015، فإن 158 دولة عضو قامت بالتصديق على الاتفاقية.

في 2002، وقع توقيع اتفاقية جديدة إضافية تحت إسم البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ودخل حيز التنفيذ في 2006.

ومما جاء في الاتفاقية وبعض بنودها التالي :

إن الدول الأطراف في هذه الاتفاقية

إذ ترى أن الاعتراف بالحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف، لجميع أعضاء الأسرة البشرية هو- وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة- أساس الحرية والعدل والسلم في العالم،
وإذ تدرك ان هذه الحقوق تستمد من الكرامة المتأصلة للإنسان،
وإذ تضع في اعتبارها الواجب الذي يقع على عاتق الدول بمقتضى الميثاق
وبخاصة بموجب المادة 55 منه بتعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ومراعاتها على مستوى العالم
ومراعاة منها المادة 5 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان
والمادة 7 من العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية،
وكلتاهما تنص على عدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة
ومراعاة منها ايضا لإعلان حماية جميع الاشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ،الذي اعتمدته الجمعية العامة في 9 كانون الاول/ ديسمبر 1975،

ورغبة منها في زيادة فعالية النضال ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية في العالم قاطبة،
اتفقت على ما يلى:
الجزء الاول

المادة 1
1- لأغراض هذه الاتفاقية، يقصد ‘بالتعذيب ‘ أى عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ،جسديا كان أم عقليا ،يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص ،أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف ،أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في انه ارتكبه ،هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو ارغامه هو أو أى شخص ثالث – أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأى سبب يقوم على التمييز ايا كان نوعه، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها.
وأيضا : المادة 3
1- لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده (“ان ترده”) أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، اذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب.
2- تراعى السلطات المختصة لتحديد ما اذا كانت هذه الأسباب متوافرة، جميع الاعتبارات ذات الصلة، بما في ذلك ، في حالة الانطباق ، وجود نمط ثابت من الانتهاكات الفادحة أو الصارخة أو الجماعية لحقوق الإنسان في الدولة المعنية.

المادة 4

1- تضمن كل دولة طرف ان تكون جميع أعمال التعذيب جرائم بموجب قانونها الجنائي ، وينطبق الأمر ذاته على قيام أي شخص بأية محاولة لممارسة التعذيب وعلى قيامه بأي عمل آخر يشكل تواطؤا ومشاركة في التعذيب.
2- تجعل كل دولة طرف هذه الجرائم مستوجبة للعقاب بعقوبات مناسبة تأخذ في الاعتبار طبيعتها الخطيرة.
انتهى النقل
فالجهود البشرية والقوانين الإنسانية والمواثيق التي لها قوة القانون ويمكن محاكمة من يخالفها
إضافة لما ذكرناه من التحريم الشرعي وإيجاب العقوبة الدنيوية والأخروية على مرتكب تلك الجرائم في الإسلام يعطي مثالا واضحا على بشاعة تلك الجريمة التي يحاول الكاتب أن يبررها لنظامه مستدلا بضلوع أنظمة أخرى فيه فكلنا مشتركون في هذه الجريمة فلا غرو إذن!
لا ..أيها الكتاب ولا يصح إلا الصحيح ولا يجرمنك استضعاف قوم أو حقدك عليهم واستهانتك بضعفهم أن تشترك في تبرير الجرائم بحقهم
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الشعراء
قال الكاتب الصحفي صلاح منتصر في مقالة له بعنوان “تعذيب الإخوان ” بجريدة الأهرام القاهرية بتاريخ 4/7/2017 : أظهر مسلسل «الجماعة» تعرض الإخوان لعمليات تعذيب، وهو وإن كان هذا التعذيب مرفوضا بصورة عامة إلا أن الإخوان لم يكونوا وحدهم الذين عذبوا، بينما التعذيب نهج قديم فى كل العالم . وفى مصر كان من أشهر وسائل التعذيب فى زمن « البوليس السياسى» كما كان يطلق على مباحث أمن الدولة قبل ثورة 1952 ، ما أطلق عليه « العسكرى الأسود» وهو عسكرى كان يتم استدعاؤه لمعاملة الحالات التى ترفض الإدلاء بأقوالها . وقد ظلت الأساطير تحيط بهذا العسكرى الأسود لكن دون أن تظهر صورته أو اسمه فى صحيفة . وليس هناك تقريبا دولة لم تعرف التعذيب . ورغم مساحيق التجميل التى تتحلى بها أمريكا سواء من حيث حقوق الإنسان أو الحريات فإنه من بين أسوأ وأبشع عشرة سجون فى العالم ــ ليس بينها اسم سجن مصرى ــ تملك أمريكا من هذه العشرة أربعة سجون تعتبر الأسوأ ونقول : يحاول الكاتب التبرير لنظامه جرائمه ثم يحترز لغضبهم بادعاء قدم الممارسة وأنها كانت تتم قبل عام 52 لكنه لم ينتبه إلى أن كلامه عن المسلسل هو في فترة ما بعد 52 ! لكن عين الرضا عن كل عيب كليلة أو قل إن ينبوع النفاق لا ينضب عند أولئك الذين ارتضوا السير في ركب الظلمة والمجرمين والحمد لله تعالى على نعمة الإسلام الذي سبق كل تشريع وحافظ على حقوق الإنسان – مسلمهم وكافرهم وقويهم وضعيفهم – وهذا من نعم الله تعالى علينا وعلى البشرية ومن حضارة أقامها الإسلام من قديم الظُّلم مَهْلك للبلاد ومستحضر لسخط الله تعالى وعقوبته ويحرق أول ما يحرق من قام به !، قال تعالى : ﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 59]. وقال سبحانه : ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]، ﴿ فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 41]، ﴿ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]، ﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111]. وهناك نصوص كثيرة في تحريم التعذيب نذكر على سبيل المثال ما ورد في “صحيح مسلم” وغيره عن أبي مسعود البدري – رضِي الله عنه – قال: “كنتُ أضرِب غلامًا لي بالسَّوط، فسمعتُ صوتًا من خلفي: ((اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود))، فلم أفهم الصوت من الغضب، فلمَّا دنا مِنِّي إذا هو رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو يقول: ((اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود))، فسقط السَّوْطُ من يدي من هَيْبَتِه، فقال: ((اعلم أبا مسعود أنَّ اللهَ أقدَرُ عليك منك على هذا الغلام))، فقلت: يا رسول الله، هو حُرٌّ لوجه الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((أمَا لو لم تفعل للفحتْك النارُ، أو لمسَّتْك النار))، فقلت: والذي بعثك بالحقِّ، لا أضرب عبدًا بعده أبدًا، فما ضربت مملوكًا لي بعد ذلك اليوم” وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: ((الله أقدر عليك منك على هذا الغلام)) تحذيرٌ لكلِّ مَن تَغُرُّه قُوَّتُه فيَتَجبَّر على عِباد الله بغير حقٍّ؛ فالله – عزَّ وجلَّ – أكبر، وقدرته على العبد أعظم، وجَعْلُ العبد قدرة الله -تعالى- عليه نصْبَ عينه يَعصِمه من مرض التجبُّر والظلم المُتَأصِّل في نفس كُلِّ إنسان، وإنْ كان لا يظهر هذا المرض إلا مع مُقتَضاه من سلطة، أو قوَّة، أو غير ذلك. قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُؤْتَى بالمَقْتولِ يومَ القِيامَةِ مُتَعَلِّقًا بالقاتلِ تَشْخُبُ أوداجُه دَمًا – أي: تسيل – حتَّى يُنْتَهَى به إلى العَرْشِ، فيقولُ: رَبِّ، سَلْ هذا فِيمَ قَتَلَني؟))؛ رواه الحُميدي وأحمد والنَّسائي، وصحَّحه الألباني. وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن ضرَب بسوطٍ ظلمًا، اقتصَّ منه يومَ القيامة))؛ رواه البيهقيُّ وغيرُه، وصحَّحه الألباني. اذن ليس مبررا أن يحدث التعذيب هنا أو هناك لنبرر لأنفسنا وقوعه فهو مسؤولية شرعية واستجلاب لغضب الجبار بخلاف ذلك فقد توافقت الفطرة الإنسانية والمواثيق الدولية على تجريم هذه الأعمال التي تنقص من قيمة من يقوم بها كما أن تسبب الفصام بين المجتمع وتورث الرغبة في الانتقام وإن الواقع ليشهد بأن كثير من التصرفات العنيفة والأعمال الإرهابية إنما جاءت كرد فعل لتلك الممارسات ولقد نتج عن رفض تلك الممارسات تقنينا عالميا لرفضها وعلى سبيل المثال اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لحقوق الإنسان وهي تهدف إلى منع التعذيب في جميع أنحاء العالم. وتلزم الاتفاقية الدول الأعضاء باتخاذ تدابير فعالة لمنع التعذيب داخل حدودها، ويحظر على الدول الأعضاء اجبار أي إنسان على العودة إلى موطنه إذا كان هناك سبب للاعتقاد بأنه سيتعرض للتعذيب. وقد اعتمد نص الاتفاقية من جانب المفوضية السامية للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1984، وبعد تصديق 20 دولة عضو ،دخلت حيز النفاذ في 26 يونيو 1987واحتفالا بالاتفاقية، يعد الـ 26 من يونيو الآن اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب. اعتبارا من سبتمبر 2015، فإن 158 دولة عضو قامت بالتصديق على الاتفاقية. في 2002، وقع توقيع اتفاقية جديدة إضافية تحت إسم البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ودخل حيز التنفيذ في 2006. ومما جاء في الاتفاقية وبعض بنودها التالي : إن الدول الأطراف في هذه الاتفاقية إذ ترى أن الاعتراف بالحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف، لجميع أعضاء الأسرة البشرية هو- وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة- أساس الحرية والعدل والسلم في العالم، وإذ تدرك ان هذه الحقوق تستمد من الكرامة المتأصلة للإنسان، وإذ تضع في اعتبارها الواجب الذي يقع على عاتق الدول بمقتضى الميثاق وبخاصة بموجب المادة 55 منه بتعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ومراعاتها على مستوى العالم ومراعاة منها المادة 5 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 7 من العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكلتاهما تنص على عدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ومراعاة منها ايضا لإعلان حماية جميع الاشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ،الذي اعتمدته الجمعية العامة في 9 كانون الاول/ ديسمبر 1975، ورغبة منها في زيادة فعالية النضال ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية في العالم قاطبة، اتفقت على ما يلى: الجزء الاول المادة 1 1- لأغراض هذه الاتفاقية، يقصد ‘بالتعذيب ‘ أى عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ،جسديا كان أم عقليا ،يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص ،أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف ،أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في انه ارتكبه ،هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو ارغامه هو أو أى شخص ثالث – أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأى سبب يقوم على التمييز ايا كان نوعه، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها. وأيضا : المادة 3 1- لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده (“ان ترده”) أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، اذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب. 2- تراعى السلطات المختصة لتحديد ما اذا كانت هذه الأسباب متوافرة، جميع الاعتبارات ذات الصلة، بما في ذلك ، في حالة الانطباق ، وجود نمط ثابت من الانتهاكات الفادحة أو الصارخة أو الجماعية لحقوق الإنسان في الدولة المعنية. المادة 4 1- تضمن كل دولة طرف ان تكون جميع أعمال التعذيب جرائم بموجب قانونها الجنائي ، وينطبق الأمر ذاته على قيام أي شخص بأية محاولة لممارسة التعذيب وعلى قيامه بأي عمل آخر يشكل تواطؤا ومشاركة في التعذيب. 2- تجعل كل دولة طرف هذه الجرائم مستوجبة للعقاب بعقوبات مناسبة تأخذ في الاعتبار طبيعتها الخطيرة. انتهى النقل فالجهود البشرية والقوانين الإنسانية والمواثيق التي لها قوة القانون ويمكن محاكمة من يخالفها إضافة لما ذكرناه من التحريم الشرعي وإيجاب العقوبة الدنيوية والأخروية على مرتكب تلك الجرائم في الإسلام يعطي مثالا واضحا على بشاعة تلك الجريمة التي يحاول الكاتب أن يبررها لنظامه مستدلا بضلوع أنظمة أخرى فيه فكلنا مشتركون في هذه الجريمة فلا غرو إذن! لا ..أيها الكتاب ولا يصح إلا الصحيح ولا يجرمنك استضعاف قوم أو حقدك عليهم واستهانتك بضعفهم أن تشترك في تبرير الجرائم بحقهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الشعراء