الخارجية الأميركية «قلقة للغاية من العنف في الكيان الصهيوني وفي الضفة؟!».
هذا ما قاله (برايس) الناطق باسم الخارجية، والذي قال أيضا:
نحث جميع الأطراف على الامتناع عن الإجراءات التي تصعد التوترات والاضطرابات وتقوض الجهود المبذولة لدفع حل الدولتين؟!.
تذكرون أنا كنا نسمي (بان كيمون) الأمين العام للأمم المتحدة (ببان القلق)، لكثرة استخدامه كلمة القلق للتعبير عن موقف منظمته من قضايا الصراع في فلسطين المحتلة.
بان كيمون ذهب وجاء غيره في منصبه برتغاليا لا يستخدم هذه الكلمة،
ولكن يبدو أنها آلت بعد كيمون لوزارة الخارجية الأميركية في عهد جون بايدن،
حيث نلمس زيادة واضحة في استخدامات الخارجية لهذه الكلمة المبهمة الدلالة؟!
كان آخر مرات هذا الاستخدام البارد ما جاء على لسان (برايس) بعد اقتحام قوات الاحتلال لجنين،
أو قل بعد قصة ذبح القربان في الأقصى؟
في هذه المرة الخارجية قلقة للغاية؟!
ومعنى للغاية أنها تقدر أن انفجار للأوضاع هو قيد الاحتمال عالي الدرجة، لذا أضافت للغاية.
هذا وبما أن الخارجية قلقة، وهي في حالة انشغال في حرب أوكرانيا،
فكان يجدر بها تسمية الأمور بمسمياتها، فدولة الاحتلال تزيد من فرص العبث بالمسجد الأقصى سنويا.
حكومة بينيت اليمينية الاستيطانية لا تمنع المستوطنين المتدينين من انتهاك قدسية الأقصى في شهر رمضان،
وهي تغض الطرف عن الإعلانات التي تدعو لذبح القرابين في ساحات الأقصى؟!
انتهاك حرمة الأقصى، وذبح القرابين في ساحاته، هو صاعق تفجير لبدء حرب جديدة تكون غزة طرفا فيها الى جانب الضفة والخط الأخضر،
وقد اجتمعت الفصائل في غزة،
وأعلنت عن موقفها وعن جاهزيتها للرد على جريمة ذبح القرابين في المسجد.
هذه الحالة الباعثة على (القلق للغاية) كان يمكن للخارجية الأميركية أن تعلن عنها صراحة،
لكي يرتدع جماعات الهيكل ومن يقف خلفهم،
ولكي يحافظ على قدسية المسجد كمكان عبادة خالص للمسلمين دون غيرهم.
إن قلق الخارجية الأميركية قد يساعد في منع الانفجار في هذه المرة،
ولكنه لا يضع حلا لهذه الحالة المتكررة التي تقوم على العبث المتعمد بالمسجد،
والعمل على اقتطاع جزء منه لليهود، تحت أسطورة الهيكل؟!.
القلق هذا لا يتجاوز إبرة تخدير محدودة المدة في تأثيراتها، ومن ثمة فيجدر بالفلسطيني ألّا يركنوا للقلق الأميركي،
وأن لا يصدقوا نفي بينيت لمسألة ذبح القرابين في الأقصى.
الإعلان الحامل للمكافأة لكل من يذبح قربانه في الأقصى هو صحيح، وهو على وسائل التواصل الاجتماعي العبرية،
ورئيس جماعة (عائدون إلى الجبل رفائيل موريس ) أكد صحة الإعلان ومسئولية جماعته عنه؟!
وحتى لا نفاجأ بالجريمة يجدر الاهتمام بالأعمال وعدم الالتفات للأقول،
ويجدر بالمرابطين المعتكفين في الأقصى أن يكونوا عينا يقظة للمسلمين،
فهذا قدرهم، والله لن يترهم أعمالهم.
أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية بغزة ووزير الإعلام السابق
- د. يوسف رزقة يكتب: تنكيل بالطفل الفلسطيني؟! - يونيو 29, 2023
- د. يوسف رزقة يكتب: رسالة فلسطين إلى الحجيج والأمة - يونيو 28, 2023
- د. يوسف رزقة يكتب: جرائم الكراهية خطيرة - يونيو 26, 2023
عامر شماخ
د. سعد مصلوح
د. وليد عبد الحي