من العمل للإسلام: القيام بحق الجار عليك

الحقوق على المسلم كثيرة وعلى الداعية أكثر ولما كان من المفترض أن الداعية ينتبه إلى حقوق الأرحام كالوالدين والأبناء والزوجة وغيرهم فيدعوهم إلى الله تعالى ويكرمهم وينصح لهم ويساعدهم ويتعاون معهم على البر والتقوى..

أقول لما كان ذلك هو المفترض في الداعية فإننا نلفت النظر إلى أمر آخر مهم وهو حق الجار في قضية التعاون معه على البر والتقوى فحق الجار كبير ولذا فمن حقه عليك أن تكون نافذة له على الخير؛

فإما أن تحسن إليه بالأفعال الطيبة أو بالقول الحسن الذي منه النصح والبر؛ أو تكف أذاك وشرك عنه فذاك أيضا من البر به: روى الشيخان وغيرهما عن أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي، وأبصرت عيناي، حين تكلم النبي فقال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته).

قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: «يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» ومن أول ما يحسن به المرء لجاره هو كف أذاه عنه

وروى البخاري ومسلم وأحمد: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه». زاد أحمد في رواية بوائقه؟ قال: «شره».

وروى الإمام أحمد والطبراني ورجاله رجال ثقات: «لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بحليلة جاره».

 ورَوَى الأصبهاني مرفوعا: «كم من جار متعلق بجاره يقول يا رب سل هذا لم أغلق عني بابه ومنعني فضله».

وروى ابن خزيمة في صحيحه والترمذي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم (عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ،

قال: «إن خير الأصحاب عند الله تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره».

ومن ذلك التعاون معه على الخير فيتآزران ويتناصحان ويدل أحدهم أخاه على أبواب الخير والطاعة والبر وربما يجمعهم.

وروى الخرائطي مرفوعا:

«من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس ذلك بمؤمن، وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه، أتدري ما حق الجار على الجار؟

إذا استعانك فأعنه، وإذا استقرضك أقرضه وإذا افتقر عد عليه، وإذا مرض عدته، وإذا أصابه خير هنيته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته،

ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها،

وإذا اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده».

قال الحافظ: ويشبه أن يكون قوله أتدري ما حق الجار إلى آخره من كلام الراوي غير مرفوع.

وفي رواية للطبراني عن معاوية بن عبيدة قال: قلت يا رسول الله ما حق الجار علي؟

قال: «إن مرض عدته وإن مات شيعته وإن استقرضك أقرضته وإن أعوز سترته».

وزاد في رواية في آخره: «هل تفقهون ما أقول لكم؟ لن يؤدي حق الجار إلا قليلا ممن رحم الله» أو كلمة نحوها.

قال الحافظ عبدالعظيم بعد أن ذكر طرق الحديث: ولا يخفي أن كثرة طرق الحديث تكسبه قوة: وروى الطبراني مرفوعا:

«ثلاثة من الفواقد فذكر منها وجار سوء إن رأى خيرا دفنه، وإن رأى شر أذاعه».