فضل الإعانة على حوائج الناس

كل عمل نافع للناس سواء كان هذا النفع يمس الشخص بشكل مباشر كأن تنفع الشخص بعينه أو غير مباشر كأن تنفع من يهتم بأمره أو تنفع أهل حيه وقبيلته ونحو ذلك فإنه يتميز بفوائد عدة مختلفة يحصلها العامل لله تعالى والداعية الموفق وأول ما يستفيده المسلم من ذلك

طاعة الله تعالى ورضاه فنفع الناس يستجلب رضا الله تعالى ومحبته كما يروى في الحديث: (الخلق عيال اللّه وأحب الناس إليه أنفعهم لعياله)

وهو في الطبراني عن ابن مسعود بلفظ فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله،

ورواه الديلمي عن أنس رفعه بلفظ الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله،

وفي رواية للعسكري عن ابن عمر قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ قال أنفع الناس للناس،

وللطبراني عن زيد بن خالد مرفوعا خير العمل ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وخير الناس أنفعهم للناس،وربما قوت تلك الروايات بعضها فينجبر الضعف

وكما قال الفتني في تذكرة الموضوعات: وله طرق متأكدة

وعلى عموم الأمر فالمعنى صحيح فهنيئا لمن انتفع بتلك النصيحة فحرص على أن يكون صالح العمل بكل أنواعه

ومنه إعانة الناس والاجتهاد لهم في أمور النفع فينال رضا الله تعالى ونعمة محبته ومن ثم إعانته فكما تدين تدان

ومن فوائد قضاء الحوائج أنه أقصر طريق للدعوة إلى الله تعالى .فالناس جبلت قلوبهم على حب من أحسن إليهم وكما قيل :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم هو وفي الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما :

«لأن أعين أخي المؤمن على حاجته أحب إلي من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام» شرح الجامع الصغير 7202

أي يعين أخاه على قضائها أحب إليه لأن الصيام والاعتكاف نفعه قاصر عليه وهذا نفعه متعد

فهلم لنجعل دعوتنا عملية وجهدنا مرشدا موفقا فنختار لأنفسنا النافع المفيد الذي نتقرب به إلى الله تعالى وننال محبة إخواننا وتقديرهم