مواقع التواصل الاجتماعي ضربة على الأنظمة الفاسدة

الحکومات المستبدة الطاغية التي تحفظ كيانها على أشلاء ودماء الشعوب المضطهدة هي كلها مهددة بالهزيمة والخزي والعار، الأنظمة المخابراتية السفاكة تلعب أكبر دور في قمع الشعب واجتياحهم وإبادتهم البربرية، هذه الأنظمة الخبيثة ترصد الشعب وتراقبهم حتى لا يثوروا على النظام المستبد، ولو قامت ثورة ضئيلة أو كبيرة، فالأنظمة المستبدة تكشر عن أنيابها وتغلي كالمرجل المغلي وتسفك دماء الشعب وتجتاحهم وتمزقهم كل ممزق، ثم تحمّل مسؤولية تلك الجريمة الشنيعة إلى الدول المجاورة والقنوات والفضائيات والشبكات العنكبوتية.

فيزعم البعض حقاً هذه الأنتريات والهراءات والهلوسات التي مازالت ترودها وتغربلها الأنظمة المستبدة صحيحة لا غبار عليها،

أما اليوم مواقع التواصل الاجتماعي جعلت كل إنسان إعلامياً و ناشراً للأخبار الصحيحة، هذه المواقع أصبحت أكبر ضربة قاضية على وجوه الأنظمة الفاسدة التي تقتل شعبها وتنهك حرماتهم وتنهب ممتلكاتهم،

اليوم الأجهزة المراقبة ترصد ما ينشره الشعب، كالذباب الذي ينتظر القذارة حتى يتغذى منها، تشكلت مئات الأجهزة المراقبة لمواقع التواصل الاجتماعي والتصدي لأي مغرد أو ناشط أو معارض ينشر ما يغيض ذاك النظام أو ذاك المستبد،

اليوم حينما ناشط أو مغرد أو فعّال مدني أو سياسي غرد في المواقع الإلكترونية تنهال عليه الأذبة الإلكترونية الاستخباراتية لتشويه سمعته و منزلته حتى لا يسمع الناس إليه.

هذه الأذبة العميلة الخبيثة التي تعودت أكلَ القذارة تنشر الأكاذيب المفبركة والتهم الواهية المنسوجة من قِبل إدارة الرئاسة للتصدي عما ينشره الناشط و المغرد، حتى لا يصغي إليه الناس، أما الشعوب المسلمة اليوم حصلت على هذا الشعور الثقافي والسياسي، وتعرف الغالي من الردى،

بمجرد قراءة ما نشرته المواقع العميلة تقول هذا الجرو من ذاك الكلب المسعور،

الكلاب النباحة التي تقذّر المواقع الإلكترونية وتدنسها وتلوثها نيابة عن قادتها وسيادة المخابرات البلوسيلة كلها ستتحطم تحت وطئة الشعوب المضطهدة، الحكومة التي تزلزلها مجرد تغريدة أو رسالة واتسابية وترعبها فهي أهون من بيت العنكبوت، لن تستطيع أو قوة عسكرية أو سياسية أن توقف سيول المواقع الإلكترونية التي يستخدمها النشطاء والمغردون ضدها.

الذين يزعمون أنهم يتصدون للمواقع الإلكترونية بتصفية الإنترنت أو تحظيره، هؤلاء في مزابل الجهل والغباء والدناءة، اليوم أصبح كل هاتف شبكة إعلامية أو وكالة خبرية مغردة ناشطة ضد الطواغيت واللئام المستبدين،

اليوم أصبحت المواقع الإلكترونية خنجراً مسموماً في خاصرة الحكومات الفاسدة، يجب أن يكون كل إنسان حر أبي إعلامياً ناشطاً و مغرداً للحق والعدالة. غردوا للحق، غردوا للمظلومين، غردوا ضد الطواغيت الأنذال البلداء.

الأكاذيب المفبركة التي تنشرها المواقع الإلكترونية التابعة للحكومات الفاسدة لتشويه الواقع، يجب أن يكون هناك رجال أبطال يوضحون الحق للعالم، يردون على تلك الأنتريات و الهراءات و الهلوسات التي تروجها تلك الشبكات العميلة،

مهما مجرد تغريدة واحدة بسيطة تزلزل الحكومات الفاسدة، تغريدة واحدة تقيم الحكومة وتزلزلها وترعبها، فغرد وزمجر ولا تيئس ولا تسئم، كن إعلامياً عبر هاتفك، كن ناشطاً في فيسبوك، كن مغرداً في تويتر، لا تساوم على دينك وشرفك ورجولتك من أجل دراهم معدودات ضئيلة تافهة لا تضاحي شريط نعلك.

الحكومة التي تزلزلها مجرد تغريدة بسيطة منك، فاعلم أنها أهون من بيت العنكبوت، لن ينالك منها أي سوء، من الواضح أن الناشط الصابر يستطيع أن يوقِع أي حكومة في ورطة الهزيمة و الخزي، أتدرون أن الحكومة المستبدة الطاغية التي أوشكت على شفاء حفرة من الانهيار وتحتضر وقابت قوسين أو أدنى من السقوط والتلاشي وتنفس أنفاسها الأخيرة تكافح الناشطين والمغردين والمواقع الإلكترونية؟

الحكومة التي فسدت سياسياً وإدارياً وشعبياً وعالمياً تكافع النشطاء وتسجنهم وتعذبهم وتسعى لمحوهم الفيزيكي عن ميدان الواقع، والكلاب المسعورة النباحة تنبح لها وتصفق لها وتحميها وترقص لها، أما أنت كن إنساناً  شريفاً وغرد لأمتك، غرد لدينك، غرد للحق.

من عبد السلام العمري البلوشي

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.