الذين يزعمون أنهم باقون على أريكة السلطة للقمع والبطش والاضطهاد؛ هؤلاء يعمهون في دياجير الجهل والغباء والدناءة، الظلم أكبر وسيلة خطيرة لاقتلاع جذور الحكومات الظالمة السفاكة، لو ألقينا نظرة عابرة سريعة على التاريخ؛ اطلعنا كيف تحطمت الحكومات الفاسدة تحت أقدام الشعوب الثائرة عليها، الشعوب التي تغلي كالمرجل المغلي ولا يبرِّدها أي شيء، الحكومة التي تلطخت أيديها بالدماء المسفوكة وتدوس شعبها البقرة الثائرة؛ هي مهددة بالانحطاط والسقوط والهزيمة.

الدماء المسفوكة تتحول إلى السيول الجارفة وتكتسح تلك الحكومة السفاكة الفتاكة، يجب أن تكون لها آذان صاغية لكي تسمع صوت الشعب ومطالباتهم، الذي يسكِت الشعب بقوته وبطشه بدلاً أن يسمع صوتهم؛ فهذه جريمة كبيرة لا يستهان بها، اليوم الشعوب تعاني من الأزمات الاقتصادية، حرية التعبير، السياسات الفاسدة، الحكومة الرشيدة هي التي تبذل قصارى جهودها لتوفير الراحة والطمأنينة لشعبها، أن يعيش الشعب بكل حرية ورفاهية وكرامة وعز،يجب أن يعيش الناس بحرية، ولا داعي للقلق، وأن يكونوا قادرين على التعبير عن انتقاداتهم وآرائهم بسهولة. يجب استخدام الأشخاص المؤهلين والسياسيين ونخب المجتمع ومن أجل ازدهار البلاد ومجدها ورقيها ونموه.

إن مكانة النخب والمثقفين ومؤهلي المجتمع الكرام ليس في الزنازين والسجون، فمن أهم احتياجات المجتمع وجود نخبة ومثقفين، وللأسف، فإن حبس العلماء ونخب المجتمع وقمع طالبي الحرية له عواقب وخيمة للمجتمع، اليوم، الحكومات الاستبدادية والديكتاتورية، من أجل استمرار دورة حكومتها، تسجن المؤهلين السياسين والمثقفين والباحثين عن الحرية، وتعذبهم بأبشع الطرق، وتلحق بهم اتهامات باطلة،مثل هذه الأنظمة الديكتاتورية، أركانها مثل الخشب الذي أكله العفن ومن الممكن أن ينهار ويسقط في أي لحظة.

لنا الحق في الاحتجاج

لا تقتلوا وتسجنوا المثقفين والطلاب المتظاهرين، فلديهم احتجاجات، ولهم انتقادات للسياسات المطبقة، ولهم الحق في الكلام والتعبير عن آرائهم وتقديم اقتراحات بناءة،

ولا يجوز قمعهم بالقوة العسكرية. عندما يكون هناك تمييز وعدم مساواة في بلد والسلطة في أيدي شعب واحد، تحدث مثل هذه الفجائع المؤسفة،

ولكن عندما يكون هناك عدالة وإنصاف، لا تحدث مثل هذه المشاكل.

كل الأزمات الحالية في البلاد هي نتيجة الظلم والتمييز ووجود الفاسدين في نظام الحكم، مثل البقرة الوحشية تدوس على الجميع،

عندما يكون أشخاص مهمون في البلاد وطلبة جامعات وسياسيون ومثقفون في الزنازين،

فتحدث مثل هذه الجرائم المؤسفة وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتشتعل نير التيارات الإرهابية.

السجن لمن؟

السجن مكان للمختلسين واللصوص الذين يسرقون أموال الناس، والسجن مكان للمسئولين الفاسدين وغير الأكفاء الذين يقودون البلاد إلى هاوية الدمار،

والسجن مكان للقوات العسكرية التي تطلق النار على الأطفال والمراهقين وكبار السن،

السجن ليس مكانًا للسياسيين والطلاب ونقاد السياسات الوهمية والمنفذة،

فعندما يحكم اللصوص البلاد وطالبو الحرية والباحثون عن العدالة في السجن، فهذه الجريمة تدفع الحكومة إلى حفرة الدمار.

من عبد السلام العمري البلوشي

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.