هزّت الأمةَ الإسلاميةَ كارثة اغتيال فارسِ من فرسان الإسلام؛ الذي أفنى حياته في خدمة الدين والشعب الأفغاني الصامد،

نبأ كارثة اغتياله نزل عليَّ كالصاعقة المرعبة المروعة، هزّني وآلمني وما كدتُ أصدق هذا النبأ المشئوم،

حقاً ارتعدت الفرائص وارتعشت وتلعثمت الألسنة، ارتجفتُ واسترجعتُ وحزنتُ كثيراً جداً، لم أدرِ كيف أستخبر أحداً في هذا النبأ الأليم المؤلم،

اندهشتُ وفوجئتُ كيف يتم اغتيال العلماء في أفغانستان وباكستان بهذه السهولة؟

مَن هم الذين يتجرأون على اغتيال العلماء؟ ما هي حقيقة داعش؟

ما وراء هذه التسمية الخبيثة؟

اعلموا هناك الأيادي الأثيمة الخرقاء المتواطئة مع الغربيين تسعى ليلا نهارا لإشعال الحروب الدامية في أفغانستان وتضعيف دولتها الفتية الصامدة،

اغتيال الرموز الدينية والشخصيات العالية الإسلامية يدلّ على مكانتهم الشعبية لدى الشعوب الإسلامية،

تعتمد عليهم الشعوب المسلمة وتسترشد بهم في أمورهم، العلماء هم مصابيح الهداية والإرشاد،

الشهيد المناضل الشيخ فارس المنابر مولانا مجيب الرحمن الأنصاري كانت له شعبية واسعة وعميقة لدى الأوساط الأفغانية والحكومية، سماحته رحمه الله تعالى آثر مصالح الشعب والنظام على حياته،

أما ما يجدر بالذكر أن الاستخبارات المجاورة لها القدح المعلى في اغتيال العلماء في أفغانستان وباكستان،

هؤلاء يرون إقامة الدولة الإسلامية بجوارهم خطراً عظيماً على أنفسهم و كيان دولهم،

لهذا يشعلون نار الحرب الداخلية ويدعمون التيارات الإرهابية المتطرفة في أفغانستان،

داعش وحدها لن تستطيع مواجهة العلماء وحكومة أفغانستان الفتية إلا بالدعم الشامل من الدول المعادية لأفغانستان،

فقد آن الأوان أن تطّور طالبان قوتها الإستخباراتية والدفاعية وتبذل قصارى جهودها للحفاظ على العلماء والرموز الشعبية الكبيرة،

وتقتلع جذور التيارات الإرهابية المدعومة من قبلِ الأجهزة الإستخباراتية الأجنبية،

هذه الكوارث الشرسة المروعة لها دور كبير في تضعيف حكومة طالبان وحدوث توترات خطيرة في أفغانستان،

داعش تسمية كاذبة

ودرع أمام تلك الأجهزة الإرهابية التي تغتال العلماء تحت مسمى داعش، الإرهابيون يطمسون حقيقتهم وراء كلمة داعش،

في الحقيقة اغتيال الشخصيات البارزة الشعبية هو خطة محسوبة ودقيقة تم العمل عليها لساعات وأيام،

ومن الواضح أن داعش الشرير ما هو إلا دمية ومهرج في الميدان؛ وأما وراء المسرح.

لليهود ورثة ابن سبأ اليهودي بالتأكيد دور كبير في اغتيال العلماء، أولئك الذين يخافون من إقامة الخلافة والإمارة الإسلامية في أفغانستان.

نطالب الإمارة الإسلامية والمسئولين لها أن يبذلوا جهوداً جبارة مكثفة للقبض على الدواعش الأشرار والخونة المرتدين، أن يقتلعوا تلك الأيادي الخبيثة الملوثة بدماء العلماء،

حقاً استعصت مسؤولية الإمارة الإسلامية في إدارة الحكومة وتنفيذ الخطط الإيجابية الهامة للدفاع عن العلماء والشعب الكئيب الأفغاني،

الرجاء من الشعب الأفغاني أن يكونوا صفا واحدا للقضاء على الإرهاب والتطرف والعنف،

هذه الأحداث الدامية كلها مدبَّرة مدروسة لإضرام الحرب الداخلية العِرقية في أفغانستان وجعلِها أتون النزاع و الحرب.

مرة أخرى أعزي نفسي والشعب الأفغاني والأمة الإسلامية على استشهاد علَم من أعلام الإسلام الشيخ المجاهد الباسل فارس المنابر الشيخ مجيب الرحمن الأنصاري،

تغمده الله بواسع مغفرته وغفرانه ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء حسن أولئك رفيقا.

من عبد السلام العمري البلوشي

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.