في ظل ما تعرضت له باكستان بسبب الفيضانات والسيول وغرق ثلث البلاد وتعرضها لخسائر بلغت عشرة  مليارات دولار، وتشريد نحو 50 مليون باكستاني، هذه رسالتي إليهم:

باكستان ثروة عظيمة للعالم الإسلامي، ولها موقع استراتيجي في الخريطة الجغرافية للعالم الإسلامي، و باكستان هبة من الله للعالم الإسلامي، وهذا البلد شوكة في عيون أعداء الإسلام.

 هذا البلد مدين باستقلاله لدماء و تضحيات علماء ديوبند.

 سقى العلماء باكستان هذه بجهودهم ودمائهم، وحرروها من براثن الهندوس، العلامة شبير أحمد عثماني و آلاف من علماء الدين جاهدوا ليل نهار من أجل استقلال باكستان.

لذلك، يجب على جميع الأحزاب و الحركات السياسية و الدينية في باكستان أن تسعى جاهدة من أجل ازدهار باكستان و تنميتها في أسرع وقت ممكن ، والابتعاد عن الانقسامات و الخلافات الأيديولوجية، ويجب على الجميع العمل جنبًا إلى جنب من أجل ازدهار باكستان.

لا ينبغي أن يدفعوا باكستان نحو أتون الانقسام والحرب الأهلية والخلافات، كما يتربص الأعداء اليوم، لإضعاف باكستان من حيث قوتها السياسية و العسكرية.

يجب على جميع الأطراف في باكستان العزيزة أن تتحد، وتبتعد عن أتون الخلافات، وتعمل من أجل ازدهار وعزة باكستان، ويجب على الجميع أن يدرك أن أعداء الإسلام مثل الصين و الهند يعدون الدقائق لإغراق باكستان في موجات من الاختلافات.

ولا ينبغي أن يتأثر الناس بشعارات الأعداء الكاذبة، فالكثيرون يريدون زرع الإرهاب في باكستان كأصدقاء للإسلام، لتنمية الجماعات الإرهابية في هذه الأرض الإسلامية، لذلك ينبغي على شعب باكستان أن يتنبه و ألا ينخدع بمثل هذه التیارات الإرهابية.

 يا أهل باكستان،

سواء كنتم علماء أو جماهير أو سياسيين أو مثقفين، مهما كانت مکانتکم سیاسیاً وشعبیاً، اذهبوا وصلوا ركعتين من الصلاة شكراً أن الله تعالى أعطاكم مثل هذا البلد الطاهر، وهو مركز الدين.

تمتزج أرض باكستان بدماء العلماء و الشهداء، فاعلموا قيمة هذه الأرض.

أنصح كل شعب باكستان الشجاع بالتوحد والتجنب عن الخلافات والوقوف كجبل صلب ضد أعداء باكستان.

في ظل الوضع الراهن، فإن الحفاظ على السلم والأمن، والدعوة إلى القانون والنظام، وتعزيز الوحدة الوطنية، والتلاحم والتنسيق والتعاون بين الشعب والحكومة الباكستانية، ومتابعة رغبات ومطالب الشعب هو أفضل سبيل لإرساء الأمن العام وتستجيب بشكل مناسب للناس.

أخيرًا،

في إشارة إلى إساءة استخدام الفضاء الحزبي والسياسي لباكستان من قبل بعض الناس، أقول:

أولئك الذين يسيئون استخدام الفضاء الحزبي والسياسي ويستخدمونه لحرمان الأمن ونزع السلاح وخرق القانون وتعكير صفو أمن الشعب،

أظهروا أن استخدام هذه الإمكانية هو ذريعة لإثارة الفتن النارية المخزية في باكستان،

فهم يبحثون عن نشر العنف و الإرهاب بحيث يجب أن يتم التعامل مع مثل هذه الأعمال التحريضية بجدية بالتأكيد.

من عبد السلام العمري البلوشي

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.