حوار: علي عليوه

حذرت د. سلوى حمادة الأستاذة بمعهد بحوث الإليكترونيات من خطورة تطبيق الذكاء الاصطناعي المسمي «Chat-gpt» والذي بدأ يغزو دول العالم ومخاطره علي حياة البشر في اغلب المجالات وتهديده للكثير من المهن والعاملين فيها لقدرته علي القيام بأعمالهم.

 وطالبت في مقابلة مع «جريدة الأمة الإليكترونية» بضرورة سن القوانين المحلية والدولية للتصدي لمخاطر هذا التطبيق وأن يشارك البرمجيين العرب بإبداعاتهم في التصدي لهذا التطبيق.

وفيما يلي نص الحوار ..   

• كيف تطورت برامج الحاسوب والذكاء الاصطناعي حتى وصلنا في هذا المجال بتطبيق «Chat-gpt»؟

البرامج الحوارية بدأت منذ عام 1950 والبرنامج الحواري عبارة عن برنامج حاسوبي يتحاور معه الإنسان فيسأله ويجيبه البرنامج.

 وكانت في بداياتها بسيطة في فكرتها إذا كانت تخزن فيها بعض الكلمات الموجبة والسالبة وكلمات بسيطة أخرى وتعتمد أساسا على استفهام المحاور البشري.

البداية بتطبيق «إليزا»

وتابعت د. سلوى تقول : ومن أوائل هذه البرامج كان هناك برنامج اسمه «إليزا»

فاذا قلت له : أنا حزين

يجيبك -من جملة السؤال- ولماذا أنت حزين؟

ولكن الكلمة مسجلة لديه – في ذاكرة الكلمات السلبية-

فيرد: أنا آسف لأنك حزين

ولو قلت له أنا أحب الشعر

أجاب ولماذا تحب الشعر؟ وهكذا

وبعد فترة قصيرة يدرك بعض المستخدمين فكرة العمل ويملوا من الحوار.

ثم بدأت هذه البرمجيات في التطور حتى ظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتم بها تطوير هذه البرمجيات وتم تجربتها على الكثير من البيانات والحوارات والكتب وغيرها من الأوعية .

فأصبح بإمكان البرنامج الرد على استفساراتك بدقة وسهولة أحيانا. وحديثا أطلقت شركة «Open AI» برنامجها الحواري «Chat-gpt» المعتمد على التدريب على بيانات مخزنة تجاوزت أحجاما هائلة.

تقنية «Chat-gpt» تخترق كل المجالات

• ما هي أهم استخدامات تقنية «Chat-gpt»؟

هذه التقنية أصبحت حاليا مستخدمًة في أغلب المجالات فيمكنك أن تطلب منه كتابة قصة أو شعر أو بحث علمي أو مقال كما يمكنه عمل إحصائيات على البيانات

ويمكنه إنشاء أو تعديل أو كتابة «كود» بل وأحيانا الكشف عن الأخطاء الموجودة في الكود.

وبعد أن حصل علي رخصة لمزاولة الطب استطاع هذا التطبيق مؤخرا تشخيص حالة واحدة من بين 100 ألف حالة في ثوان مما أثار العديد من الأسئلة حول فرص وتحديات قدرته في تشخيص الأمراض.

فقد اجتاز هذا البرنامج بنجاح المقاييس العالية المطلوبة لممارسة الطب في الولايات المتحدة الأمريكية.

• ما هي أضرار ومخاطر هذا النوع من البرامج؟

هذا التطبيق له آثار سلبية علي العملية التعليمية فللأسف أصبح الطلاب في أمريكا والدول الأوربية يستخدمونه في حل وعمل ما يكلفون به من واجبات بدلا من الرجوع للكتب والمراجع.

كذلك يستخدمه الفنيين في التصميم وكتابة القصص وغير ذلك ويجب الحذر في استخدامه فهو لا يدعم السمات العقلية كالتفكير والإبداع وغير ذلك فهو يعتمد على ما يتاح ويخزن فيه من معلومات صحيحة كانت أو خطأ.

وهناك مهن عديدة أصحابها مهددون بخطر البطالة والاستغناء عنهم لأن هذا التطبيق سيقوم بمهامهم مثل المصممين والأطباء والمدرسين والموسيقيين وغيرهم .

والأخطر أنه قد يستخدم  في أعمال خبيثة وقد حذر منه صانعوه أنفسهم وكثير من العلماء

تهديد الحضارة الإنسانية

• كيف يمكن مواجهة مخاطر هذا التطبيق «Chat-gpt»؟

يجب أن تكون هناك آليات قانونية رادعة له ولاستخداماته مع العلم  بأنه قد يكون ذلك صعبا مستقبلا لأنه سلاح ذو حدين فقد يستخدم في البناء أو الهدم.

ولابد للقادة والمسئولون العرب أن يفيقوا وينتبهوا لهذه الكارثة، ومن حسن الحظ أن هناك برامج عربية تقوم بنفس الأداء ولكن في جوانب إيجابية في حدود صغيرة ولا تلقى أي دعم.

• الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس اصدر بيانا مؤخرا يحذر من هذا التطبيق فهل تنبهت دول العالم لمخاطر هذا التطبيق؟

هناك مساعي لوضع قوانين محلية ودولية للحد من طغيان هذه البرمجيات ولكن الخوف كل الخوف أن تخرج عن سيطرة الإنسان وتحاربه وتدمر حضارته الراهنة كحضارات انقرضت من قبل ولا ندري ما وراء ذلك هل كان هناك «Chat gpt» قديما.

وللعلم استخدام هذا البرنامج غير متاح لسكان المنطقة العربية ونتمنى أن يفيق العالم العربي  ويعتمد على العقول العربية الناجبة لوضع برامج تحد من مخاطر هذا التطبيق.

د. سلوى حمادة :

الدّكتورة سلوى حمادة أستاذ في معهدِ بحوثِ الإلكترونيات بمصر، وهي الباحثةُ الأولى التي استخدمت اللغة العربية في كتابة أبحاثِها المَنْشُورةِ في مجال الهندسة اللغوية وتقنيةِ المعلومات والتي تعدت ثمانية وأربعين بحثًا.

 وهي تهتم بشكل رئيسي بتحليلِ اللغةِ، وتقييم برمجياتها، والمعجم العربي، والترجمة الآلية، وقد رشحت لعدة جوائز علمية أهمها جائزة الملك فيصل للغة العربية والآداب في مجال المعالجة الآلية للغة العربية. 

ونالت منها جائزة «الكندي» أفضل باحث معلوماتي عربي من سوريا،

 وهي مؤلفة أول سلسلة لكتب باللغة العربية في مجال المعالجة الآلية للغة العربية وأول ما نشر منها اسمه «المعالجة الآلية للغة العربية: المشاكل والحلول». 

وكَتبتْ مقالات عديدةَ عن المناهج الحاسوبية لمعالجة اللغاتِ الطبيعية وركزت اهتمامها على اللغة العربية.