معتز بالله عبد الفتاح

يقول د. معتز بالله عبد الفتاح في مقال له بجريدة الوطن بعنوان أمة حائرة في عالم محير: إيران تمثل قلقاً للجميع. هي دولة طموحة والأهم صاحبة رؤية، والأهم صاحبة إرادة، والأهم مستعدة للتضحية من أجل تحقيق الطموح وفقاً للرؤية واستناداً للإرادة. إيران ترى نفسها على موعد مع قيادة العالم الإسلامي بعد أن قاده، من وجهة نظرها، العرب ثم المغول (بعد أن أسلموا)، ثم الأكراد، ثم الأتراك.

والآن جاء دورها كي تقود العالم الإسلامي، وهى مؤمنة بهذا وتتحرك على أساسه. تستغل كل فراغ سياسي في المنطقة كي تملأه. لا تضيع فرصة كي تثبِت وجودها وتثبّت مكانتها، وهى ناجحة.

ونقول:

وماذا فعلت دولنا العربية إلا الندب والقلق.. فقط القلق.

لأن الحل الحقيقي للوقوف أمام المشروع الفارسي العقدي هو أن تبنى مشروعا عقديا حقيقيا يتكئ على منهج أهل السنة.

لكن العلمانية الحاكمة لا تسمح بذلك ولا السادة في الغرب يأذنون بذلك، وهذه خيانة للأمة أن يحيطها أعداؤها بمشاريع عقدية في إسرائيل وفي إيران، بينما ممنوع على الأمة أن تتبنى إلا المشاريع الوطنية.

لا تزال عبودية الأرض تسوق على أنها هي الأصل وبها النجاة، بينما تعمل إيران بكل همة وقوة وإخلاص على تطويق الأمة الأكثر عددا وعدة ولكنها تسبقهم بعقيدة تضحي من أجلها بكل همة.

وسوف تظل تتوسع وتتسع ما لم يلتف أهل السنة حول عقيدتهم لتكون السلاح الماضي والسيف البتار لكل أوهام الضغائن والغيرة والحقد الذي يحمله المشروع الفارسي.

لن يطفئ الظلام النور بل النور هو الذي يبدد الظلام ويذهب الظلم، فقط دعونا نلتف حول عقيدتنا ومبادئنا ليس هذا بالسهل وسط كل هذا القمع، لكنه ليس مستحيلا.