ارتفاع حيازة السندات الأمريكية إلى 7.11 تريليونات دولار

ورد في جريدة (اليوم السابع) بتاريخ الجمعة 1/4/22 مقالا للكاتب محمود دياب بعنوان «الخطوة الكريمة من الشقيقة المملكة السعودية»

وهي كاملة يقول:

دائما يظهر الأخ والصديق الوفي وقت الأزمة والشدة ليس بين الأفراد فقط ولكن أيضا بين الدول خاصة والتي ترتبط بروابط تاريخية راسخة وعلاقات متجذرة بين الشعبين وهذا ما ظهر جليا خلال الأيام الماضية من المملكة العربية السعودية حين أودعت المملكة 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري كوديعة لتصل إجمالي الودائع السعودية إلى نحو 10 مليارات دولار بالإضافة إلى توقيع اتفاقية بين صندوق مصر السيادي وصندوق الاستثمارات العامة السعودي لجذب استثمارات سعودية سريعة لمصر بنحو 10 مليارات دولار وذلك لتخفيف الضغوط الشديدة على الاقتصاد المصري الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية بجانب إقامة حزمة من المشروعات السعودية في مصر.

وهذه الخطوة الكريمة من المملكة العربية السعودية لشقيقتها مصر كانت بتعليمات من الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان بارك الله لهما وهى حبا في الشعب المصري واحتراما لقيادته وتميز الروابط الخاصة بين الشعبين الشقيقين وتقديرا لدور مصر ومكانتها الإقليمية والدولية وعرفانا وامتنانا لما قدمته الدولة المصرية على مدار تاريخها للملكة العربية السعودية والأشقاء العرب عامة في جميع المجالات وعلى كل المستويات

وتؤكد صفحات التاريخ مدى عمق العلاقات والروابط المصرية السعودية والتصاهر بينهما سواء على مستوى القيادات الحاكمة في الدولتين أو على المستوى الشعبي ومدى التقارب والتشابه في التوجهات السياسية نحو أغلب القضايا العربية والإسلامية والدولية وأنهما قطب العلاقات في المنطقة العربية والشرق الأوسط ودائما تتسم العلاقات المصرية السعودية بالقوة والاستمرارية وندعو الله أن يأتي الزمن الذي يرتبط فيه العالم العربي والخليجي والإسلامي في كيان واحد مشترك سياسيا واقتصاديا وعسكريا ليقف وجه أي كيان خارجي وقوى الاستعمار الذين دائما يسطون على مقدرات الشعوب العربية واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها لتظل دائما في العالم الثالث.

ونقول:

مشاعر الصداقة والأخوة والتواسي مشاعر نبيلة بلا شك في الحالة الإنسانية وفيما قبل عصور المصلحة والميكافيلية كنت تجدها بسخاء حتى في الجاهلية تجدها ومنها حين دخل في شعب أبي طالب المسلمون ومعهم غالبية بني هاشم لم يتذمر منهم أحد إذ قاطعتهم قريش المقاطعة الظالمة وهنا انبرى رجال من ذوي المروءة يساعدونهم ويعينوهم سرا وجهرا وصولا إلى مواجهة قريش بظلمهم ونقضهم صحيفة المقاطعة الجائرة وان كانوا هم أنفسهم غير مسلمين

ويذكر التاريخ خمسة من أشراف قريش سعوا لنقض المقاطعة وللتخلص من الوثيقة الظالمة وهم هشام بن ربيعة وزهير بن أميّة، والمطعم بن عدي، وأبو البختري بن أبي هشام، وزمعة بن الأسود بن عبد المطلب

ويذكر التاريخ مدح رسول الله لطائفة من المؤمنين بمواساتهم لإخوانهم وخير مثال نعرفه جميعا ما فعله الأنصار كلهم مع المهاجرين وما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأشعريين (قبيلة أبي موسى الأشعري): «إن الأشعريين إذا أَرْمَلُوا في الغزو، أو قلَّ طعام عِيَالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسويّة، فهم مني وأنا منهم» متفق عليه

وعلى هذا رأينا المواساة عبر التاريخ ومن ذلك ما حدث في عام الرمادة حين احتاج الناس للطعام وقد عز حتى صارت مجاعة وكان عمر وقتها لا يطعم الطعام مواساة للمحتاجين وكان الفاروق يقوم بتوزيع الطَّعام، والزّاد على كثيرٍ من القبائل في أماكنهم من خلال لجانٍ شكَّلها، وطلب الميرة من مصر فأرسلها واليه عمرو وكمل وصفها أولها عندك وآخرها عندي فعندما وصلت إِبل عمرو بن العاص إِلى أَفواه الشَّام؛ أرسل عمر مَنْ يشرف على توزيعها مع دخولها جزيرة العرب

يطول الأمر إن ذهبنا نستقصي الأمثلة

لكن تغيرت الأحوال وصارت الأمة شيعا ودولا حتى صارت أية مساعدة تحتاج لمقابل وتفسير وتبرير

وكان من اليسير أن نرجع ما أرسلته السعودية لتلك النخوة لولا ما نلاحظه مثل :

1- لم يحدث أن ترسل المساعدات العربية والخليجية بشكل يساهم في التنمية الحقيقية للشعب وإنما لدعم من سماهم سابقا (الفلوس عندهم زي الرز) فهو مستهتر بما يصله من دعم وينفقه في تثبيت أركان حكمه وشراء الصمت الغربي بصفقات أسلحة تكدسها فوق رقاب الشعب دون حاجة إليها ولا فائدة منها

واستخدمت في مشاريع استعراضية كتفريعة قناة السويس والعاصمة الجديدة والعلمين والكباري غير المفيدة وغيرها

ومع إهمال قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية الحقيقية وباعترافه؛ بما تسبب في زيادات مضطردة للأزمات اقتصادية زادتها بلة الظروف العالمية التي تنعكس على شعوب أخرى

لكن الشعوب التي أخذت على عاتقها استقلال إنتاجها تمر بها الأزمة بهدوء أما من توقف عن العمل واكتفى بالاستعراض -كحالة النظام المصري -فهو يزداد تأزما وخاصة وليس في جدوله خططا تنموية ولا نهضة شاملة رغم وعوده المتكررة بتحسن الأوضاع خلال 3-6 أشهر أو سنتين ثم سحب هذا كله واستبدله بخطاب: شبه الدولة – فقراء قوي – العوز –عرت كتفها وظهرها – أجيب منين الخ

2- لم ترسل تلك المساعدات رغم الاحتياج إليها إبان ثورة يناير وما صاحبها من تغيرات أصابت تلك الأنظمة بالخوف من امتداد التغيير ليصل لأنظمتها ولذا عارضت خلع أي من حكام ثورات الربيع العربي حتى غريمهم القذافي وعرضت دعمهم أو حتى استضافته بعد سقوطه كما في مبارك وبن علي فالدعم هنا ليس أخويا بل لاستمرار حالة التقزم والعوز الحالية لنظام عسكري لا يحسن تسيير الأمور

إذن الخلاصة أن هذا الدعم يأتي متسقا مع توجهات الأنظمة المأزومة لتظل متعاضدة خوفا من منح شعوبها الحقوق المسلوبة وأمثلها حق الاختيار لحاكميه وحقوق الإنسان الأساسية في العمل والمساواة والعدالة والتعليم والصحة والإنتاج

إن دعم هذا النظام كي لا يسقط لن يستمر للأبد فستضطرهم الظروف لرفع أيديهم عنه ليلقى مصيره ومهما طال سيسقط لأن المال في يد نظام فاشل في الإدارة وفاسد في توزيع الموارد بدليل تلقيه أمولا وقروض غير مسبوقة ومع ذلك استدان – ويستدين – من دول الشرق والغرب وبلغ الدين الداخلي والخارجي مئات المليارات.