حرق مسجد في ولاية تكساس الأمريكية

يؤكد موقع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أن المساجد والمراكز الإسلامية تعرضت لاعتداءات من مخربين أكثر من ٦٣ مرة في العام الحالي.

وفقاً لبعض الخبراء، سيسجل عام ٢٠١٥ أكبر عدد من الحوادث المعادية للإسلام في أمريكا منذ هجمات ١١ سبتمبر عام 2001.

يحتفظ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية المعروف بـ”كير” سجلاً بهذه الحوادث.

يؤكد موقع المجلس أن المساجد والمراكز الإسلامية تعرضت لاعتداءات من مخربين أكثر من ٦٣ مرة في العام الحالي.

وهذا الرقم هو شيء بسيط بالنسبة لما يواجه المسلمون، وفقاً لرئيسة المجلس في نيويورك.

“هذا الرقم يعادل ١٠٪ مما يحدث للمسلمين في شوارع أمريكا”

يعتقد المحققون أن حريق مسجد كواتشيلا في كاليفورنيا يوم الجمعة الماضي كان مخططاً له. ولكن تمسك المسلمون بصلاتهم، إذ أقاموا الصلاة بجانب المسجد على الرصيف.

“الصلاة ركن من أركان ديننا، وهذا ما سنفعله، سنصلي، حتى ولو قمنا بذلك على الرصيف”.

اعتقل كارل جايمس دايل، البالغ من العمر ٢٣ سنة، بتهمة ارتكاب جريمة الكراهية هذه.

وحادثة أخرى رصدتها كاميرات مراقبة الشوارع في فيلادلفيا، حيث رمي رأس خنزير من نافذة سيارة متحركة بجانب مسجد.

وهي أيضاً يحقق فيها من قبل مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي، كجريمة كراهية.

وفي فلوريدا، يبيع رجل هذه اللافتات المثيرة للجدل، الواحدة بخمسة وعشرين دولاراً وهي تعلن “خلوّ المكان من المسلمين”.

“نحن لا نعرف من هم هؤلاء الأشخاص الذين يأتون إلى بلادنا”.

يعتبر أندرو هولانين لافتاته مبدعة ومضحكة بعض الشيء.

ولكن عفاف نشار لم تجدها مضحكة، فهي تعتقد أن نشر التخويف من المسلمين يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين.

“هوجم صاحب محل بنغالي مسلم بعنف، ونقل إلى المستشفى، أوقف هذا الهجوم زبون من أتباع السامرية، وإن لم يتدخل هذا الزبون لكانت الأضرار أكبر بكثير.. “.

نشار، أم أمريكية مسلمة.. ليس بيدها غير أن تأمل في انتشار هذا النوع من التعاطف والوحدة في أرجاء البلاد.

**

ونقول :

لا بد من النظر للأحداث بشكل كلي ” بانورامي ” لا تنفصل فيه الممارساات الجزئية عن الأحوال الكلية

فحين يتنادى قادة الغرب لحروب في المنطقة العربية دون أسباب واضحة ومقنعة – وآخرها الحرب على سوريا بدعوى محاربة تنظيم الدولة – فإن ذلك من نتائجه المباشرة زيادة الشعور بالظلم والاضطهاد

ومن ثم تنامي الشعور بالسخط الذي هو وقود العنف والعنف المضاد.

لم يحاول الغرب يوما أن يتعايش مع المسلمين في بلادهم وتحدوه دوما فكرة التسلط عليه بكل السبل

ومن أيسرها دوما دعم الحكام الذين يعرف هو تمام المعرفة مخالفتهم لأسس حقوق الإنسان وافتقارهم إلى الشفافية ومحاربتهم للحريات وتشجيعهم الفساد

فإن قامت ضدهم ثورات سعى معهم لقمع تلك الثورات أو لاحتوائها وتفريغها من محتواها لتعود السلطة دائما لمن يتماهى معه ومع أهدافه ومصالحه

إنه الفرق بين المبادئ والمصالح حينما يغلب الساسة دوما المصالح على المبادئ

في ظل تلك الظروف تنمو  الأفكار العنيفة التي تصل لقناعة بأن الوضع الحالي لا يمكن معه الاستمرار ولا بد من التغيير ومن ثم البحث عن رأس الأفعى التي تلتهم دوما كل البيض لصالحها

فتبدأ رحلة الانتقام من الدول الغربية، فمن البادئ إذن ؟

هنا تتخذ الدول الغربية الأحداث ذريعة لمزيد من العنف والقهر والأذى لتلك الشعوب بعد تضخيمها!

ولك أن تتخيل أن يجمع لحرب العراق – الخليج الثانية – تحالفا من جل الدول الغربية والشرقية لعقاب حاكم واحد على خطأ فعله

فيتم الانتقام بالقوة المفرطة على دولة لا تطيق كل هذا الزخم من الانتقام والضحايا ملايين – أقول ملايين –  من الأبرياء ومعظمهم من الأطفال  ..

وقل مثل هذا فيما حدث مع أفغانستان ومع ليبا

وما يتم بشكل متغاضى عنه في فلسطين يوميا

كل ذلك يعد وقودا للعنف وكنا نتمنى من الدول التي تسمي نفسها الكبرى أو العظمى أن تكون حقا كبرى وأن تراجع نفسها في سياساتها مع غيرها لتجنب كل تلك المشكلات في الداخل والخارج

لعلك أيها القارئ الكريم تظن أننا ابتعدنا عن الموضوع الأصلي

لكن نقول أن تلك الممارسات والممارسات المضادة والتغطية الإعلامية المبالغ فيها للأخطار ولحجم العداء وخلافه هو الذي يفرز تلك الممارسات العنيفة في الدول الغربية ومن خلال مواطنيها الذي ينخدعون في العداوة ويقعون تحت طائلة التضليل السياسي والإعلامي وبطريقة تجعلهم ينسون التعايش القائم بالفعل مع المسملين من جيرانهم

ومن المثير للاستغراب أن تحقق جهات التحقيق في أحداث متفرقة دون أن ترفع توصيات باحتواء العداء المتنامي وبتغطية منطقية إعلامية للأحداث

وتأمل  حين يسيئ الساسة ويجرمون في حقنا في دولنا

وحين يهاجمنا المضللون من مواطنيهم في دولهم لأنهم أجرموا في حقنا سياسيا واجتماعيا وإعلاميا

فهم يؤذوننا في الداخل والخارج فليس اللوم فقط على أولئك الذي يمارسون ضدنا العنف في تلك البلاد

ولكن اللوم على المنظومة كلها التي تفرز لنا أمثال ”  ترامب ” من الساسة الذي يحملون أفكار ترامب دون أن يصرحوا بذلك

  ولنا الله تعالى