كريم عبد السلام

يقول الكاتب الصحفي كريم عبد السلام في مقال له بجريدة اليوم السابع المصرية بتاريخ: (17/3/2016):

المهنة امتلأت بالدخلاء والضعفاء والمنتسبين بدون وجه حق، وسوق الإعلام باختصار لم يعد يتحكم فيه صناع الإعلام بقدر ما يتحكم فيه التجار راغبى المكسب السريع، وهؤلاء وراء صناعة مناخ الإثارة والشوشرة والضجيج دون رسالة، والفرقعات الفارغة والبرامج الصفراء، وكل ما هو سيئ ومدمر فى وسائل الإعلام، التجار والدخلاء على المهنة يهمهم أمرا واحدا، كيف يصنعون أموالا سهلة مما يسمونه بالبرامج المثيرة الساخنة، ولا أدرى تحت أى تعريف يمكن تفسير البرامج المثيرة الساخنة إلا تغذية أمراض الفقر والتخلف والجهل فى مجتمعنا، الذى يعانى من نسبة أمية كبيرة ومن تشوش واحتقان كبيرين، بفعل الأحداث السياسية الأخيرة من تراجع اقتصادى مستمر منذ سنوات

ونقول : عنوان تلك المقالة عن تعيين وزير للإعلام في الحكومة المصرية المقبلة

ونحن نوافق الكاتب على رصده للفوضى والإثارة التي ينتهجها الإعلام الخاص وأحيانا الإعلام العام

ولكن في نفس الوقت نرى أن الأسباب التي ذكرها هي أسباب تتعلق بممارسات لا تتعلق بالإعلام وحده

لأن الإعلام في ذاته يعد تعبيرا عن أحوال المجتمع وأجواء الحرية والإرادة السياسية فيه

الإعلام لن يعمل بمعزل عن ” أيكلوجية المجتمع”

لم يعد خافيا مع الأسف الحديث عن الأذرع الإعلامية للسلطات المختلفة

والجهات المحركة لها ومن وراء الكواليس

وليس مستبعدا أو غريبا أن يسارع رجال الأعمال لكعكة التأثير من خلال حجز دور في قائمة الوسائل الإعلامية التي لا تنتهي باعتباره يعرض بها خدماته ويحجز دورا في قائمة المتزلفين للأنظمة المختلفة

فتكون أداة بيده للتحايل والمفاوضة ولتحقيق مكاسب

في بعض الدول المتقدمة يوجد نظام لهذا فمثلا لا بد أن يكون للمالك لتلك القنوات له علاقة بالإعلام كمهنة وليس من خارج هذا السياق

وهذا يحد من المنتفعين

وقد يكون له سلبيات أيضا ؛ ومن ثم هناك شرط آخر بعدم امتلاك أكثر من مؤسسة لئلا يحتكر الإعلام لبعض المتنفذين

أما فكرة الوزارة وإعادة إسنادها إلى وزير فقد جرت العادة أن اختيار الوزراء يخضع لعوامل وضوابط أغلبها سياسية وليست مهنية ومعلوم الحال الآن .