جون كيري

أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن قلقه العميق من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر خاصة بعد إعلان القاهرة إعادة التحقيق في طبيعة عمل الجمعيات غير الحكومية.

وقال كيري في بيان أصدرته الخارجية الأمريكية “إن القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية الأسبوع الماضي بالتحقيق مع المنظمات غير الحكومية التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان يأتي في سياق أوسع من الاعتقالات وترهيب المعارضة السياسية والصحفيين والناشطين وآخرين”.

وأضاف كيري “أطالب الحكومة المصرية بالعمل مع الجمعيات والأحزاب المدنية لتخفيف القيود عن حرية التعبير وتأسيس الجمعيات والسماح لها ولمنظمات حقوق الإنسان غير الحكومية الأخرى بالعمل بحرية”.

وأكد البيان أن التضييق على الحريات وانتهاك حقوق الإنسان لا يمكن أن يؤدي إلى أي نوع من الاستقرار أو الأمن.

يذكر أن مصر تشهد حملة ضد المعارضين منذ أطاح الجيش بمحمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب عام 2013 بعد مظاهرات حاشدة ضده.

ومنذ ذلك الحين تصاعدت وتيرة الاعتقالات وأحكام الإعدام الجماعية التي انتقدتها عدة منظمات دولية.

وتولى عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع إبان فترة حكم مرسي رئاسة البلاد بعد انتخابات رئاسية أثارت جدلا واسعا عام 2014.

ونقول:

وهل النظام الأمريكي برمته وجون كيري خصوصا إلا أهم أسباب ما يحدث في مصر سواء من تثبيت النظام القائم أو تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟

ألا يكف أولئك عن النفاق أبدا ؟

ألم تقم سفيرته في مصر -باترسون- بالتخطيط والدعم لما حدث وأيضا التهديد لكافة القوى للإذعان له

هل كان غائبا عن هذا ؟

ألم يحضر كيري بنفسه مؤتمرا اقتصاديا من عام لدعم النظام بوجوده رغم أن مجال الاقتصاد هو مجال بعيد عن تخصصه الديبلوماسي

وها هو المؤتمر بعد مرور العام لم يترجم إلى أي واقع بما يشير إلى أنه لم يكن سوى دعاية للنظام القائم ودعما إعلاميا له شارك فيه الوزير كيري فلم اللوم على نظام يشارك هو في تثبيت أركانه؟

هذا بخلاف قائمة طويلة من الدعم الأمريكي منها مثلا تمرير المساعدات التي تقدم للجيش وإعطائه طائرات الأباتشي واستقبال أركان النظام بدأ من رأسه وحتى وفوده المرسلة

أليس ذلك كله من دعم هذا النظام؛ فلم التشكي منه الآن وأركان هذا النظام قائمة بشكل أساس على رضا السيد الأمريكي عنه؟

ثم لننتبه إلى أن كيري لا يشتكي من ممارسات طالت آلاف القتلى دون وجه حق.

ولا من قتل المواطنين في الشوارع وتصفيتهم دون محاكمة

ولا من عشرات الآلاف في السجون والمعتقلات

ولا من السجون التي يجري بناؤها لتسد عجز القمع عن ملاحقة المواطنين

لا يشتكي كيري من كل هذا!

وإنما يزعجه -إن كان حقا قلقا من تلك الممارسات- أن يطال القمع منظمات غير حكومية تتلقى التأييد وربما الدعم من جهات أمريكية وغربية ربما

تماما كمن لا يرى من المعتقلين إلا شباب اللبراليين واليساريين ويتغاضون عن بقية المظلومين

وكمثل من لا يرى من المقتولين إلا الحسيني أبو ضيف وشيماء الصباغ رحمة الله عليهم جميعا

إننا ننظر إلى حقوق الإنسان ككتلة واحدة لا نفرق بين جهة وأخرى ولا شخص وآخر

فهذا في ذاته تمييز ينافي حقوق الإنسان

وإنما نرى للجميع حقوقا حتى لو اختلفنا معهم أو  دنا بعض أفعالهم أو أقوالهم أو اختلفنا معهم فيها

ونرجو أن يصل الجميع إلى مثل هذا سواء لأنظمة أو كيري أو أية جهة

حقوق الإنسان مكفولة لكل معتدى عليه

ليتهم يعون هذا وينفذونه

وإن كنا نشك في ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه!