أكراد سوريا

قالت سوريا (بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية 15/2/2016 ) إن القصف التركي لمواقع سيطر عليها مسلحون أكراد فيه انتهاك لسيادتها، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل.

واتهمت تركيا أيضا بالسماح لمئة مسلح بالعبور إلى أراضيها. ودان الأكراد أيضا ما سموه “التدخل التركي في شؤون سوريا”، وقالوا إنهم لن ينسحبوا من مواقعهم.

ونقول:

لا يكف النظام السوري على وضع نفسه موضع اللوم والسخرية، فهو الذي جلب التدخلات لبلاده بعدما فشل في احتواء الثورة، فعمل على قمعها وسفك دماء شعبه أنهارا وقتل أكثر من ربع مليون وسوري وشرد قريبا من 13 مليون، وفتح الباب غاربا أمام كل صاحب مشروع ليرتع في البلد حتى أضحت كل مخابرات العالم لها يد في سوريا، وتحالف مع المشروع الصفوي ولم يعد سرا تدخلات إيران ومرتزقتها وتدخلات حتى حزب الله اللبناني ومن يعمل معه ، ثم تدخل الدب الروسي بكل غشمه وصلفه، فأضحت البلد مرتعا له يقصف ويقرب وينتقم ويحلم باستعادة إمبراطوريته البائدة على حساب الشعب المسكين.. وما يسمى بالتحالف الأمريكي وما يتبعه من دول كل هؤلاء يتدخلون بشكل أو بآخر في البلد.

كل هذا لم يلفت نظر النظام السوري لما يحدث في البلد ولم يحرك ساكنا، لكن لما تحركت تركيا هي الأخرى لتنفذ ما تراه من ردع الأكراد عن تكوين دولة مناوأة لها على حدودها.

هنا انتبه النظام السوري وتذكر أنه دولة ذات سيادة وأن تركيا انتهكت تلك السيادة.

الآن منطق القوة هو الذي يحكم والأمم المتحدة منزوعة القوة ومجلس الأمن مجرد ديكور عالمي والنظام السوري يعرف ذلك، ربما هو فقط يداري على حسرته بمثل هذا النداء الذي يعلم يقينا أنه لا يجدي وفقا لواقع الأمور.

لا نريد أن نضرب مثلا بعاهرة تدعي الشرف  حين تضطر لذلك وتصرخ مخاطبة نخوة من ينقذها والجميع يعلم برضاها أو بعجزها