ترامب

في تصريح جديد مثير للجدل (موقع هيئة الإذاعة البريطانية 6/8/2016) يقول المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب: في خطاب جماهيري لترامب في ولاية أيوا انتقد فيه الدول التي لاتساهم بنفقات مالية كافية في حلف شمال الاطلسي (الناتو) والدول الواقعة تحت الحماية الامريكية مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

وقال ترامب “تعرفون أن بيننا وبين اليابان معاهدة فلو تعرضوا لهجوم يجب على الولايات المتحدة ان تستخدم القوة لحمايتها اما إذا تعرضنا نحن لهجوم فبإمكانهم البقاء في المنازل ومشاهدة اجهزة تلفاز سوني”.

وانتقد ترامب ايضا دولا عدة منها كوريا الجنوبية وألمانيا والمملكة العربية السعودية لأنها لا تساهم بمبالغ كافية في الحماية التي توفرها الولايات المتحدة لها، على حد تعبيره.

يذكر ان اتفاقية الاستسلام بين الولايات المتحدة واليابان والتي وقعها الإمبراطور السابق بعد استخدام الجيش الامريكي القنابل الذرية ضد المدنيين ألزمت اليابان بتقليل حجم الجيش واستضافة عشرات الآلاف من الجنود الامريكيين وأسلحتهم على اراضيها.

ويوجد حاليا نحو 47 ألف جندي امريكي في اليابان.

وكان ترامب قد طالب قبل أشهر بقيام الدول الأعضاء والمتحالفين مع الناتو بدفع أنصبة ملائمة من تكاليف الحملات العسكرية التي يشارك فيها الحلف وأبرزها حاليا الحرب ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”.

ونقول : يطالب ترامب اليابان بالدفاع عن أمريكا أو دفع الأموال الملائمة ؛ لأن بينهما اتفاقيات حماية ودفاع مشترك

حسنا :كيف بنظره تدافع اليابان عن أمريكا ويتوقف مواطنوها عن متابعة الأحداث الأمريكية عبر تليفزيونات ” سوني”

فليدلنا ترامب على طريقة يرتضيها وتقبلها السلطات لتنفيذ تلك الرغبة والبقاء بعيدا عن هذا الانتقاد

هل تسمح مثلا الولايات المتحدة لتأسيس اليابان قواعد يابانية داخل الولايات؟

هل تشارك أمريكا اليابان التخطيط العسكري الذي ترغب في فرضه في هذه المنطقة أو تلك ؟

إن الفرق بين الدولتين كبير وطرق تجهيزات الجيشان متباينة

فأمريكا تبني جيشها وقوتها على المبادرة والمبادأة وهو نفس الظروف القاتمة لجيوش الاحتلال التي تريد فرض سيطرتها على مناطق لا تملكها وليس من حقها التدخل فيها لكنها تفعل ذلك بدافع البلطجة وفرض الرأي

وليس بعيدا ما فعلته بالعراق مرارا

ولا ما فعلته في أفغانستان ودول بأمريكا الجنوبية وغيرها

بخلاف ما تفعله بشكل غير مباشر في دول كثيرة بالعالم

ورغم أنها تجر أحيانا اليابان وغيرها من الدول إلى كثير من مغامراتها تلك

حيث تتوارى خلف ما تسميه التحالف الدولي أو حتى تستصدر من مجلس الأمن ما يؤيد ما تريد حين ترغب في هذا ويكون لها ” البال الرائق لهذا الترف “

ما المطلوب برأي ترامب من اليابان وغيرها من الدول ؟

هل نسي أن اليابان بينها وبين أمريكا حادثة مفجعة لا تنسى ولا تسقط بالتقادم وهي جريمة ” هيروشيما ونجازاكي ” التي راح ضحيتهما مئات الآلاف من سكان المدينتين

وهذا اليوم تحديدا ( 6/8 )  تمر الذكرى  ال 71  لتلك الجريمة المروعة حين  شنت الولايات المتحدة الأمريكية هجوما على مدينتي هيروشيما وناجازاكي باستخدام قنابل نووية بسبب رفض تنفيذ إعلان ” مؤتمر بوتسدام” وكان نصه أن تستسلم اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط، إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حدَّدها إعلان بوتسدام.

 

وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان، قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح النووي (الولد الصغير) على مدينة هيروشيما (يوم الإثنين 27 شعبان عام 1364 هـ / الموافق 6 أغسطس عام 1945 م).

ثم تلاها إطلاق قنبلة الرجل البدين على مدينة ناجازاكي في التاسع من شهر أغسطس ، وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحروب.

(وفق ما ورد اليوم في جريدتنا “الأمة”  مذكرة بالحدث)

 وحيث أطلقت نجازاكي بعد استسلام اليابان تماما بما يؤكد ضلوع الولايات في الجريمة دون أي مبرر يذكر

 فكيف يريد ترامب أن تمحى من ذاكرة اليابان هذه الجرائم وفي كل بيت نسب ممتد للمتضررين منها

 لن ينسى لهم اليابانيون ذلك أبدا ولن يهبوا لنجدتهم في أزمة على الإطلاق

 بل سيتحينوا الفرص لإيذائهم حين يتمكنون وتلك طبيعة الأمور والأحوال الإنسانية

 والشيء نفسه يقال بطريقة مشابهة عن الدول التي يطالبها بالدفع من أجل أمريكا

 ما الذي جنته تلك الدول من أمريكا حتى تبادر أو تستجيب لدعوات دعم أمريكا ؟

 لم تجني حقيقة أي دولة من أمركيا فائدة ولم تجد منها وقت الجد نصيرا حقيقيا

 إن الجميع ينظرون إلى أمركيا بأنها ” سلطة الأمر الواقع ” والقوي الذي يجامله الجميع تهيبا من قوته

 في حين لو بدت علامات الشيخوخة عليه فسيكونون أول من يطعنه ليتخلص منه

 فليستوعب ترامب ذلك إن أراد أن يغير الصورة المعتادة عن التسلط الأمريكي

 ولا نظنه يدرك ذلك وهو سادر في غيه عائش في وهم الفرض والانتقاد والعنصرية والتمييز