كيري وبوتين

جاء في تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية (27/8/2016) توصلت روسيا والولايات المتحدة إلى “وضوح” بشأن معظم الخطوات اللازمة لتجديد اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، ولكن الأمر يتطلب الاتفاق على بعض التفاصيل الفنية العالقة، حسبما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وقال كيري عقب، محادثات ماراثونية، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف بسويسرا “يمكنني اليوم أن أقول إننا توصلنا إلى الوضوح بشأن المضي قُدُما”.

وقال كيري إن خبراء من الولايات المتحدة وروسيا سيستمرون في اجتماعاتهم في جنيف في الأيام المقبلة لحل عدد من القضايا العالقة.

ولم يوضح كيري ما هي تلك القضايا العالقة ولكنها تشير إلى التعقيد الذي وصل إليه الصراع في سوريا المستمر منذ 5 سنوات، حسبما تقول ايموجين فوكس مراسلة بي بي سي في جنيف.

وقال كيري إن “معظم الناس في سوريا ليسوا على دراية إن هناك اتفاقا ساريا لوقف إطلاق النار في البلاد”، مؤكدا ضرورة “تعديل هذا الاتفاق للحد من العنف، وهو ما يستحقه ويحتاجه السوريون”.

وشدد الوزير الأمريكي على أن الطريق الوحيد لحل الصراع في سوريا عبر اتفاق سياسي.

من جانبه، قال لافروف إنه وكيري “اتخذا عددا من الخطوات الهامة قُدُما” في المفاوضات بشأن سوريا.

ولكنه حذر قائلا “دون فصل قوات المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين لا يمكنني أن أرى احتمال ضمان أي وقف حقيقي ودائم للنار”.

ونقول :

بكل وضوح وبغير مواراة يتفقون ويتخذون قرارات دون أن يكون لهم علاقة بالأحداث فهم يدسون أنوفهم في الأمر فيزيدونه تعقيدا

ويتكلمون عن المضي قدما ولم يحددوا المضي بأي اتجاه: مصالح سوريا أو المنطقة أو المضي قدما في تدمير البلاد!

 ما نراه أن الأحداث في سوريا كانت تهون لولا تدخلات القوى الإقليمية والتي أوعزت لها القوى الخارجية وكان الأمر لينحصر بين قوات المجاهدين وبين النظام الغاشم وجها لوجه

 إن إطالة أمد الحرب وما يسببه ذلك من معاناة هو بسبب تلك التدخلات وكل هذا يتم برعاية القوى العالمية وعلى أرض سوريا تتداخل كل المشروعات العالمية بين روسيا وأمريكا وإيران

 إن الحالة السورية تكشف بوضوح عن توجسات الدول الغربية من استقلال الشعوب ومن هوية الإسلام  وبذا يستقيم فهمنا فيما يتعلق عن المؤامرات ضد دول الربيع العربي كلها وكل حالة بأسلوب

 الحالة المصرية والليبية واليمنية بالإضافة للأحداث في سوريا كلها سلة واحدة مفادها الحيلولة دون الاستقلال ومن خلال الوقوف دون وصول الاتجاهات المستقلة والإسلامية للحكم (العمل ضد المنصف المرزوقي في تونس والذي كشف عن استقلاله  مثالا وهو ليس إسلاميا)

 ومن المستفز أن يدور هؤلاء ويلفون على الأمور بين التدخل المباشر أو دعم جهات معينة ووصم الآخرين بالإرهابيين بينما كل أعمالهم هم وحلفاؤهم إرهابية داخل سوريا وخارجها

ومن الاستخفاف والتهريج قول كيري :معظم الناس في سوريا ليسوا على دراية إن هناك اتفاقا ساريا لوقف إطلاق النار في البلاد

والجواب لأنكم ببساطة تنجزون تلك الاتفاقات مع أنفسكم دون وجود لها أرض الواقع بينما مندوبوكم على الأرض الذين تدعمونهم يواصلون الاعتداء والعجيب أن يقول هذا الكلام المضحك بينما لا يحتاج الواقع لتعريف وكأنه شيء خفي

كلام متناقض حقا حين يقول : الناس ليسوا على دراية بأن اتفاق وقف النار سار

لو كان ساريا لأحسوا به أيها الوزير العاقل

وما داموا لم يحسوا به فإنه غير سار ولتبحث الأمر مع من أوهمك به لا مع من يتضرر منك

 وأخيرا يربط الوزير بين الأحداث واستمراء التدخل واجراء الاتفاقات مع كل من لا يملك حق التدخل ومع استمرار دعم النظام المجرم الخائن ويقول بعد ذلك أن الأمر لن يحل إلا بالاتفاق السياسي

حيث من خلال لغة  الاتفاق السياسي” يحصلون على كل ما يريدون ويدخلون القوى المعارضة العصية على التدجين إلى حظيرة المجتمع الدولي، ولا نظن أن المجاهدين على الأرض بهذه الغفلة.