جون كيري

حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من صعوبة منع تقسيم سوريا إذا لم يتوقف القتال فيها قريبا.

وفي تصريح نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية ( بتاريخ 24/2/2016 ) طالب كيري بضرورة دعم الهدنة المقرر العمل بها في سوريا السبت المقبل.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي خلال كلمة ألقاها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

وقال كيري إنه طالما “استمر القتل، فإن هذه الدائرة المدمرة ستغذي نفسها، ولهذا فإننا نحث جميع الأطراف على دعم الهدنة المرتقبة، ولهذا السبب أيضا، نجدد المطالبة بوجوب إيجاد حل دبلوماسي، لأنه من الضروري التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الحرب”.

وأردف كيري أنه “في حال لم تنجح عملية التفاوض فإن هناك خطة بديلة “، في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة يعتقد أنها تشمل العمل العسكري.

وتابع “يجب ان نعرف خلال شهر او اثنين ما اذا كانت العملية الانتقالية جادة بالفعل”، مضيفا أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ “قرارات جدية بشأن بلورة عملية تشكيل حكومة انتقالية”.

وأكد كيري أنه “من الصعب جداً الحفاظ على وحدة الدولة إذا لم يتوقف القتال في البلاد قريباً”.

ونقول :

تلك التصريحات لا تنم عن شفافية في التعامل مع تلك القضية بل هي واضحة التدليس ؛ إذ كيف يعقل أن يتم إجراء هدنة بينما يستثنى من تلك الهدنة تنظيمان أساسيان في الحرب كيف ستقع الهدنة إذن وكيف يستفاد منها ؟!

وبغض النظر عن توافقنا أو اختلافنا مع تنظيمي جبهة النصرة وتنظيم الدولة وبعض ممارساتهما فإنه لا يمكن انكار أنهما أكبر فصيلين جهاديين في سوريا

فإذا استثنوها من الهدنة فعلى من تقع الهدنة إذن ؟

بقية الفصائل إما أقل عددا وعدة أو مجرد ديكور لا فائدة منها وكيف نطلق لفظة الهدنة بينما الحرب قائمة بالفعل ؟

فالهدنة بهذه الطريقة إذن غير مقصود منها إيجاد تهدئة أو إشاعة أمان لأن هذا لو كان المطلوب لسعوا إلى التفاهم بين الجميع بلا استثناء

كما يحدث أحيانا بين الكيان الصهيوني وبين فصائل العمل الجهادي في فلسطين ..

تفاهمات أو هدنة تضمن إشاعة الأمان ولو إلى حين

فما المقصود من هدنة يتبناها الأطراف المتدخلة في سوريا إذن ؟

بعد هذا الوصف منا للواقع نقول أن الهدنة هي تمهيد لواقع جديد يعرف كيري بتمهيده السابق أن الجميع يسعى إليه والسخيف هنا أن يلوح به ويدعي أن فشل الهدنة معناه التقسيم فهي إذن نتيجة يستبق بفرضها بينما المقدمات لا تفضي بالضرورة لذلك فالهدف إذن من كل هذا هو التمهيد لواقع جديد وهو: واقع تقسيم سوريا !

نعم هذا حل :

– يرضي النظام القائم في سوريا العاجز عن السيطرة على كامل الأراضي

– حل يتفق مع سياسة المستعمرين الجدد والقدامى :

– أمريكا صاحبة فكرة الفوضى الخلاقة

– روسيا والغرب وهم يعانون من مشكلات مختلفة فمن المفيد ضمان دول متنافسة صغيرة الحجم أفضل من دول كبيرة الحجم وبالتالي التأثير

– إيران أيضا يسعدها تقسيم دول الجوار كلها لتظل هي الأقوى والأهم في المعادلة

إذن التقسيم -بتحليلنا- هو الواقع الجديد الذي يجتهد الجميع لفرضه كحل

فهل سيسمح الشعب السوري ومن يناصره بذلك أم ستكون للشعوب كلمتها النهائية التي ترغم الكل على الانصياع ؟