تقسيم ليبيا لثلاث دول

نشرت صحيفة الغادريان ( حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية – 10/4/2017 ) تقريرا اشترك فيه جوليان برغر، من واشنطن، وستيفاني كيرشغاسنر، من روما، يتحدث عن مسئول أمريكي رسم أمام دبلوماسي أوروبي، خريطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول.

ويقول الكاتبان إن مسئولا كبيرا في البيت الأبيض، مكلف بالسياسة الخارجية اقترح خطة لتقسيم ليبيا، ورسم خريطة بذلك في اجتماع مع دبلوماسي أوروبي.

ويتعلق الأمر، حسب الغارديان، بمساعد الرئيس دونالد ترامب، سيباستيان غوركا، الذي يُنتقد لعلاقاته السابقة باليمين المتطرف في المجر، وقد اقترح تقسيم ليبيا قبل أسابيع من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وتنقل الصحيفة عن مصدر على علم بالموضوع أن الدبلوماسي الأوروبي رد على غوركا بأن التقسيم هو أسوأ حل يمكن تصوره في ليبيا.

ويضيف الكاتبان أن غوركا يسعى الآن للحصول على منصب مبعوث ترامب الخاص إلى ليبيا، بينما لا يزال البيت الأبيض لم يلق بالا لما يجري في البلد، ولم يقرر ما إذا كان سيعين مبعوثا للرئيس.

ويصف الصحفيان غوركا بأنه يتبنى السياسات المتشددة، الداعية إلى “القضاء على الإسلام المتطرف”، ويرى جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية تسعى إلى التسلل في الولايات المتحدة.

وقد فاجأ غوركا الدبلوماسيين، حسب الغارديان، بخريطة التقسيم التي رسمها عن مستقبل ليبيا، واعتمد فيها على الولايات العثمانية القديمة التي كانت في البلاد، وهي برقة في الشرق وطرابلس في الغرب وفزان في الجنوب.وتنقل الغارديان في تقريرها تعليق خبير الشؤون الليبية، ماتيا تاولدو، الذي يقول عن خريطة غوركا وخطته: “إذا كان كل ما تعرفه عن ليبيا هو أنها كانت مقسمة إلى ثلاث ولايات، فهذا دليل على أنك لا تعرف شيئا”.

وتشير الصحيفة إلى أن أحد المنافسين لغوركا على منصب ليبيا هو فيليب إسكرافاج، ضابط المخابرات السابق، والذي عمل في ليبيا لأكثر من 10 أعوام، ويبدو أنه الأوفر حظا للحصول على منصب المبعوث الخاص.

ويعتقد أن إسكرافاج قدم مقترحا لحل الأزمة في ليبيا، يعتمد على عشرات المليارات من الدولارات من الدعم الغربي للبلاد.

ونقول : رغم حالمية التصورات التي تطرح بين حين وآخر أو تسرب عمدا لوسائل الإعلام حول موضوع التقسيم  فإننا نرى أن ذلك من باب التمهيد لقبول الفكرة ولو بعد حين؛ في حين تعمل الآليات السياسية والدبلوماسية والقنوات التي تسمى كذبا بالمنظمات العالمية والأمم المتحدة ومجلس الأمن على تقرير الواقع الذي تريده الدول الغربية والدول المتنفذة في العالم

والحقيقة  التي يجب إدراكها ابتداء أننا أمة يحرص أعداؤها أن تكون دوما تحت السيطرة فلا نستبعد أن يتم تقسيمها من أجل تفتيتها فلا تكون لها قوة وليدب الخلاف بينها حين تتعارض المصالح وتتعدد القوى والمسيطرين

وهذا الأمر يتم من قديم كتصور منطقي حاولت قوى مكة إبان البعثة ترسيخه بعزل المدينة وبالنص على ذلك في بعض شروط صلح الحديبية

وفي وقتنا المعاصر نلمح ذلك بشكل أكثر فجاجة من إسقاط الاتحاد الإسلامي للأمة والممثل في الخلافة والحرص الشديد على تفتيت الأمة من بعدها

 فلئن كان التقسيم القديم السري  الذي تم  التوافق عليه عام  مايو  1916 م  (وللمفارقة فقد كان ذلك قبل سقوط الخلافة  العثمانية بثمان سنوات  ) وبعد الحرب العالمية الأولى قسمت به الكعكة بين الدول الأهم لأهداف سياسية ولأهداف اقتصادية وحضارية وثقافية  أيضا  والذي اعتمد على الاتفاق  للتقسيم بين إنجلترا وفرنسا – وبشهادة روسيا القيصرية – والذي قام به فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس على تقاسم تركة الإمبراطورية العثمانية وبالتحديد في منطقة الهلال الخصيب. ثم ما لبثت أن توجت هذه التفاهمات باتفاقيات دولية رسمية بمؤتمر سان ريمو عام 1920. وقبل سقوط الخلافة أيضا عام 24 والتي أعقبت سقوط الدولة العثمانية نفسها عام 22

ومن المؤسف أن الدول العربية والإسلامية انصاعت لهذا التقسيم وتوافقت عليه ورضيته كحدود تفدى بالدماء وظهرت شعارات ( التراب الوطني ) وفداءك يا وطن  ونحن نهتم بدولتنا وحدها حتى في بعض البلاد ترفع بحماس اسم البلد وتقرنه باسم الحاكم وتردد بعدها كلمة ( وبس )  أي هذه حدودنا وتفكيرنا ( مصر أولا – سوريا أولا – ليبيا – العراق السودان الخليج ..الخ ) وفي هذا الصدد تنسى حتى الأفكار الداعية للتحاد بصورة أو أخرى مثل الأفكار الاشتراكية والتي بقيت في حدودها الإقليمية متغاضية عن طموحاتها ومثله الأفكار اللبرالية التي اتكأت على فكرة الانتماء الوطني في مقابل الانتماء للأمة رغم عدم تعارض حب الوطن مع فكرة الاتحاد والخلافة لكنه اللعب على بعض المتغيرات لصالح من يخططون

ولعلنا نلفت النظر في هذا إلى الخداع الذي وقع فيه وتجرعه بحماقة حكام الدول العربية ( وقام به العقيد توماس إدوارد لورانس )  الذي وعدوا بالاستقلال عن الدولة العثمانية ويترك لهم الحرية في دولة تضم الشام الكبرى  لكنهم خدعوا ودخلوا في خطة التقاسم وهذا يحدث في كل زمن وتمارسه الآن بخداع آخر الأمم المتحدة

وفي الحقيقة لم يحدث أبدا أن صدق عدو في وعد قام به لأعدائه أو لمنافسيه فلا ندري لم يتعامل البعض بهذه السذاجة وربما العمالة !

أقول لئن كان  الاتفاق على التقسيم  سابقا قد تم لتفتيت قوى الأمة ولمنع اتحادها والحيلولة دون عودتها مرة أخرى وللاستفادة من خيراتها بشكل منظم فإن الوضع العالمي الآن بحاجة إلى إعادة تقسيم ذلك المقسم

وبرأينا أن هذا لأسباب : سبب متعلق بتفتت الحضارة الغربية نفسها  وما التململ داخل الاتحاد الأوروبي عن ذلك ببعيد وخروج انجلترا واستعداد بعض الدول لذلك من الكيان الأوروبي دليل على ذلك  وسبقه تفتت الاتحاد السوفيتي ولم يسترد عافيته وتأثيره رغم محاولات طموحة لذلك  وربما يتلوه تفتت من نوع ما للولايات الأمريكية فيراد ألا تكون هناك إتاحيات اتحادية للدول الإسلامية والعربة  تكون بذاتها لها من عوامل القوة ما تتضاءل معه الظروف الجديدة لتلك القوى الغربية فهم سيدخلون القمقم ويريدوننا أن ندخل قمقمنا الخاص أسوة بهم

وسبب آخر لمحاولة التفتيت : وهو الاستجابة لضغوط جهات ذات منافسات تاريخية مع الأمة الإسلامية فمثلا نعلم جميعا أحلام الدولة الصهيونية في التوسع وهي دائبة التخطيط لهذا ولها حلم أن إسرائيل من البحر إلى النهر أي إلى النيل والفرات ومثله مشروع إيران الصفوي المناوئ للأمة وغير ذلك فالتقسيم يعجل بتحقيق هذه الطموحات مع المنافع المتبادلة ؛ كما أن الدولة القبطية في مصر هي حلم آخر ربما يجد لنفسه مجالا لتحقيق هذا الحلم بدلا من تنصير المسلمين وهو مستحيل تقريبا وبدلا من طردهم فليكفتوا في الوقت الحالي باجتزاء مساحات من الأرض من الصعيد مرورا بالصحراء وصعودا إلى البحر المتوسط فإما من الإسكندرية أو مطروح وما حلوها على الأقل

وفي هذا الصدد نجد التقسيم من خلال دولة أو أكثر كردية وأخرى كذلك  شيعية عراقية  أو أكثر وكل ذلك يحقق أحلام تلك الأقليات ويضمن اختلافها وتناحرها مع غيرها من جهة أخرى  ويكون ورقة إغراء وربما تهديد بالمنع من ذلك في وقت من الأوقات وهذه كلها فوائد حضارية وفكرية وسياسية بامتياز

 ومن أسباب السعي للتقسيم أيضا الأسباب الاقتصادية وهي مهمة للغاية بالنسبة لتلك الدول ولك أن تتخيل في مجال التسليح حين تصبح ليبيا مثلا ثلاثة دول فإن كل دولة سيكون لها جيش وشرطة ومؤسسات وكلها تحتاج إلى تدفق هائل في مجالات شتى أهمها التسليح والذي تهتم به كثيرا اللوبيات المالية المحركة كثيرا للقلاقل من أجل عمليات بيع الأسلحة ولئن كانت تلك اللوبيات تحرك كثيرا الصراعات والقلاقل والاضطرابات التي تحدث مع جماعات مسلحة وأخرى فإن دخول دولا جديدة للحلبة سيكون فرصة كبرى لتلك الجهات من أجل مزيد من التنمية لمداخيلها هذه فقط في جوانب التسليح فكيف بجوانب الطاقة والتقنية والصناعة والزراعة وخلاف ذلك فكل هذا يفتح آفاقا أخرى لاقتصادات تعاين الصعوبات الاقتصادية لإعادة تدوير الاقتصاد ولضمان أسواق جديدة تعوض ذلك التدهور وتؤجل الانهيارات المحتملة 

 وأخيرا فإن من تلك الأسباب لمحاولات التقسيم التنافس الحضاري والغل الثقافي فهم لا ينسون أبدا أن الدولة الإسلامية منذ نشأتها قامت على أنقاض دولهم المهترئة الظالمة التي أتعبت البشرية ظلما وطغيانا وتفريقا بين البشر وتقسيما لها كطبقات أو استعباد أهلها فأحقت الحق وجمعت الشعوب وأظلهم بذلك الحق وصار عامة الشعوب هم القائمون على حضارتهم  علما وقيادة وقضاء وحكما لا فرق في ذلك بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى والكفاءة  لتحمل المسؤولية

فهناك خوف من استعادة تلك الأمة لدورها الحضاري ولو جزئيا مع أفول حضارتهم أيضا بل ودخول جماعات من دولهم أيضا في الإسلام بما يعني أن حضارتهم مهددة من داخلها

وهناك في هذا الصدد أصولا نظرية وتصورات فكرية واتكاءات واقعية قام بها بعض المنظرين لهذا التقسيم مثل تصورات أودد يينون الصهيوني الذي يتصور تقسيم البلاد العربية كما تقسم لبنان كطوائف وبالمناسبة فإن لبنان ملهمة جدا في خطط التقسيم

ومنهم أيضا التصور المثير للجدل لبرنارد لويس الأمريكي اليهودي أيضا الذي مع تصوره للتقسيم العرقي واللغوي والطائفي وضع تصورا للصراعات في المنطقة التي يقودها المفتتون لمزيد من الضعف والتناحر

وينسب له خططا غير ثابتة بحثيا لتقسيم مصر

ويضيف الكاتب ” ياسر نجم ”  ( مقال : سايكس بيكو 2016 – على ساسة بوست نشر عام 2015 م ) لدعاة التقسيم ومنظريه : رالف بيترز الكولونيل  الأمريكي من المحافظين اليمنيين الجدد و المؤيد للصهيونية والمناصر للسيسي حاليا ووضعها في بحث باسم  حدود الدم

وحيث لم يقصر تصوراته على هيمنة إسرائيل والمطامع الاستعمارية النفطية والتقسيمات العرقية الطائفية وحسب، لكن الأهم عنده كان تفتيت السعودية وإيران وباكستان باعتبارها منبع الشرور (نتيجة طبيعة صراع المرحلة بين اليمين الإسلامي واليمين المسيحي اليهودي)، بدأ رالف بيترز مقاله الشهير بالحديث عن الحدود التي توفر الأمن لإسرائيل ثم جعل الأولوية الثانية لدولة الأكراد، ورأى توحد سنة العراق مع سنة سوريا في دولة واحدة (حدودها متطابقة إلى حد كبير مع المساحة التي تسيطر عليها داعش حاليًا)، على أن تمتد دولة أخرى علوية من ساحل سوريا لساحل لبنان، وبالطبع دولة شيعية في جنوب العراق، أما السعودية، فقد أراد أن يقسمها كالتالي:

جزء في الشمال ينضم للأردن، الحجاز يستقل كدولة مقدسات ونموذج إسلامي من الفاتيكان، (وبالتالي يتم انتزاع الهوية الإسلامية للسعودية)، السواحل الشرقية تذهب لشيعة العراق، جزء في الجنوب الغربي يندمج مع اليمن،

وبذلك، لا يتبقى للسعوديين إلا نجد، وعاصمتهم الرياض في قلبها.

كذلك يريد بيترز أن يعطي إمارات الخليج لشيعة العراق، بينما تصبح دبي بمفردها دولة مستقلة دون توجهات سياسية، وعاصمة للبيزينيس واللهو في المنطقة على غرار إمارة موناكو وعاصمتها مونت كارلو في أوروبا،

وذكر أيضا جيفري جولدبرج الذي كتب عن خريطة انهيار الشرق الأوسط

ويعلق الكاتب – ياسر نجم –  على هذا بقوله : تتفق معظم هذه الأطروحات على أن: مصر وتركيا والسعودية ستستعصي على التقسيم بمعناه المفهوم، ولكن يُقتطع منها: (سيناء من مصر– كردستان من تركيا– الحجاز وجنوب غرب وشرق السعودية)، يُخطط لهذه الدول الثلاث أن تنتهي إلى مصير الدول الفاشلة، أم الدول العربية التي سيتم تقسيمها إن عاجلًا أو آجلًا، فهي: العراق– سوريا– اليمن– ليبيا– لبنان.

من اللطيف أن نرى بعض كُتاب تلك التوقعات قد اقترحوا حلولًا عاجلة لإنقاذ دول المنطقة من شر التقسيم تعاطفًا مع شعوبها، كتبوا عن الحكم الرشيد وجودة الخدمات والعدل والأمن وتحجيم البطالة والتوحد ضد العدو المشترك ) انتهى

فلا غرو أن يتم التقسيم من وجهة نظرهم وأن يسعوا إلى ذلك متكئين على الانكفاء الذاتي للدول ووجود أقليات : عرقية أو دينية – طغم حاكمة فاسدة ومرتشية يمكنها أن تفعل ما تريد في مقابل المصالح الشخصية والرشاوى المالية أو الضغوط السياسية – أفكار متناحرة لنخب تم إعدادها بعناية وتأثرت في كثير من أفكارها بأفكار وواقع يختلف عن واقعنا وأفكارنا ترى أحيانا أن تقبل الظلم والفساد وربما الاحتلال أهون من قبول المنافسين لها فكريا في سدة الحكم

ولئن كنا في هذا الرد لم نتناول الموضوع عاليه بالتفنيد وذلك لأننا أرجعنا الأمور إلى أصولها وإلى المخططين لها وما هؤلاء الساسة إلا تعبيرا عن تلك المنطلقات

بقي أن نقول أن هذه مجرد تصورات وتوقعات ومخططات على أفضل تقدير وتصورات لطائفة فكرية وتوسعية معينة قد يختلفمعهم فيها غيرهم من بني جلدتهم ومن أجل ذلك ومع دءابة التخطيط  قد تتم كليا أو جزئيا وقد تفشل أيضا رغم انهم يسعون لها وقد يختلفون مع بعضهم البعض عليها

 لكن يبقى وعي الشعوب وسعيها لتفويت تلك الفرص وتنكبها لما يقدح في وحدتها وسعيها أيضا لمزيد من التلاحم والتوافق وزرع الحواجز في طريق تلك الخطط هو العاصم من تلك التخوفات والمانع لتلك الخطط

ونقول في النهاية أن الاتحاد قوة هكذا ترسخ ثقافتنا وأن الإسلام هو دين حياة وحيوية وقوة واتحاد ولا يعارض الثقافات الخاصة ولا يعاديها لكنه يرشدها والخير كل الخير في الاعتصام به والرجوع بالأمور إلى ربانية التوجه والالتزام في مقابل مادية ونفعية تلك التصورات فننال هدى الله تعالى وتوفيقه قال تعالى : وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَالله الْمَاكِرِينَ (30) ) سورة الأنفال