لافروف

قال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” للأمم المتحدة (موقع هيئة الإذاعة البريطانية – 24/9/2016): إن خطط الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الصراع في سوريا يجب إنقاذها لأنه لا بديل عن ذلك.

وجاءت تصريحات لافروف في الوقت الذي تتعرض مدينة حلب شمالي سوريا لهجمات جوية متواصلة مع إصرار القوات السورية على استعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وانهارت هدنة مدتها سبعة أيام بواسطة أمريكية روسية يوم الاثنين الماضي.

وأنحى لافروف باللائمة على الولايات المتحدة لإخفاقها في السيطرة على الجماعات المسلحة التي تدعمها.

وقال لافروف إن شرطا رئيسيا للهدنة كان أن تنأى الجماعات المسلحة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة بنفسها عن الجماعات المتشددة.

وأوضح قائلا “مع الأسف لم يتمكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة، الذي التزم بالفصل بين الجماعات المعتدلة والمتشددة، من ذلك”، ولكنه أضاف أن “صديقه” وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد أن الولايات المتحدة ستظل متعهدة بذلك.

ونقول :

كلام يحمل تناقضا بينا ليس غريبا أن نطالعه في تلك المرحلة من عمر البشرية فقد أضحى كل شيء في الحياة العامة متناقضا فالحق يصبح باطلا والباطل يضحي حقا والخير يصبح شرا والشر يدعى أنه خير

وهكذا تصبح الشعوب – بنفس المنطق – ناقصة الأهلية بعيدة عن اتخاذ قراراتها بنفسها

ويصبح الدعي هو من يتخذ لها القرارات ويفتي بشأنها ويتكلم باسمها

مجرمو الحرب الذين يشرقون ويغربون في بلادنا ولا يجرؤ حاكم ممن يستأسد على شعوبنا أن يعترض على تدخلاتهم في بلادنا أصبحوا الآن يتجملون ويدعون أن أفعالهم تنقذ البلد من أتون الصراع ولا يستحيي كونه يمطر حلب كل يوم بكافة أنواع الأسلحة الممنوعة وذات القوة المفرطة ويقصف حتى المشافي فضلا عن البيوت التي يهدمها على أطفلنا ونسائنا ومدنيينا بدعوى مكافحة الإرهاب  حتى لا تقوم للشعب قائمة ولا تهدد الثورة طموح بلاده المتصاعد نحو إيجاد دور قيصري تجاوزه الزمن

وهذه التصريحات من مجرم الحرب ” لافروف ” يدعي فيها بنفس منطق البلطجة أنه يجب إنقاذ خطط الولايات وروسيا : ودعنا نتساءل كيف يمكن إنقاذ تلك الخطط برأيه وهل الخطط في ورطة ليتم إنقاذها ؟

وما تلك الورطة إذن ؟ لم تتضح الصورة بعد!

ولئن كانت الخطط نفسها تحتاج إلى إنقاذ وهي لا تزال مجرد خطط  فكيف سيكون حال تطبيقها إذن؟

وبالمناسبة من سيقوم بعملية الإنقاذ هذه جنود المارنز مثلا أم قادة المجاهدين أم روسيا التي اعتادت الهزائم؟

وإن كنتما تختلفان بشأن تلك الخطط وإلقاء الاتهامات على المجاهدين وتقسيمهم إلى متشددين ومعتدلين الخ  فكيف برأي الوزير الحاذق أن يتم إنقاذها. هل ننقذ خطط روسيا أم خطط أمريكا أم كيف يمكن الجمع بين المتناقضات وكلا الطرفين يناقض الآخر ويدعم طائفة غير الأخرى على حساب الشعب البريء الأعزل.

إنه كلام للاستهلاك وكفى.. يضيع به الوزير وقتنا ووقت البلاد ليظل مستمرا في غيه مانعا للشعوب من فرض إرادتها.

نفس ما تقوم به أمريكا وما تقوده في تحالفاتها في دول المنطقة بدأ من مصر ومرورا بليبيا وسوريا واليمن وفلسطين والعراق وتونس نفس فرض الدكتاتورية ودعم الثورات المضادة واغتيال الشرفاء وقتل الثوار وسجن الأطهار وتشويه المستقلين

كل هذا من أجل منع دول الربيع العربي من أمرين:

– منعها من فرض إرادتها الحقيقية بإزاحة الأنظمة المتسلطة التي تراعي مصالح الأعداء ولا تعبأ بحقوق الشعوب

– منعها من أن  يقوم في بلادنا  نظام قائم على منهج الإسلام ويقوده من ذاق طعم الحرية والعزة فيخرج بنظام  جديد عن طوع النظام المجرم  في الشرق والغرب مهما اختلفت المسميات

وإلا لم تجمعوا علينا وتوحدت وجهتهم ضدنا وبينهم من التناقضات والاختلافات ما بينهم ؟

من التناقضات المشابهة لهذا التي رصدناها في هذه الزاوية – قالوا وقلنا – عن زميله “كيري”  من قبل قوله بأن ” الشعب السوري لا يعرف أن هدنة سارية الآن ” ولا ندري كيف لا يشعر الشعب بأن ثمة هدنة سارية وهو أول من يسقط عليه كل يوم أطنان من المتفجرات ويهدم له كل يوم عشرات البيوت فهل ستكون هناك هدنة سارية دون أن يشعر بها أول متأثر بها

وما دامت الهدنة سارية بقول كيري فما الذي يجعل لافروف يستجدي (لا ندري من) لإنقاذ تلك الاتفاقات والخطط!

عموما فإن هذا التناقض  يدل على أن الواقع على الأرض رغم صعوبته فهو يمثل عائقا ولا يزالون لم يتمكنوا من فرض إرادتهم كليا وأن المجاهدين على الأرض مستمرون في سبيلهم ومهما طال الطريق فيسيصلون إلى غايتهم بإذن الله  رغم كل التضحيات لكنه ثمن تدفعه الشعوب الحرة لنيل حريتها واستقلالها ولتنعم بشريعتها ورضا ربها

وهنا سيكون:

السيف  أصدق أنباء من الكتب ::: في حده الحد بين الجد واللعب