دندراوي

الكاتب المصري دندراوي الهواري يكتب في جريدة اليوم السابع المصرية ( 13-8-2016) ويقول : هناك حلقات لمسلسل المؤامرة يقصد ضد مصر ويذكر منها:

المشهد الأول: حوار لعصام حجى، الموظف فى “ناسا” _مثلما كان “المعزول محمد مرسى” موظفا فى نفس الوكالة_ للتليفزيون العربى الناطق باسم جماعة الإخوان الإرهابية، وبتمويل قطرى، يدعو فيه إلى تشكيل مجلس رئاسى لخوض انتخابات الرئاسة فى 2018، ثم طرحه سؤالا حقيرا نصه:”هو الجيش بيشترى سلاح ليه؟”، ثم ألمح إلى دعوة جماعة الإخوان الإرهابية للتنسيق والاستعداد لانتخابات 2018 جنبا إلى جنب مع التيارات المدنية.

 المشهد الثانى: فاجأتنا خلال الأيام القليلة الماضية، مجلة “إيكونوميست” الإنجليزية الأسبوعية، والمعنية فقط بنشر الأخبار الاقتصادية، بتقرير كبير يقطر سما ويسىء للدولة المصرية، حيث تصدر غلافها عنوان “خراب مصر”، تتطاول فيه على رئيس مصر، وتدس السم القاتل عندما زعمت أن القمع وعدم كفاءة عبد الفتاح السيسى سيشعلان انتفاضة أخرى”.

 الإيكونومست، تركت الأوضاع الخطيرة فى تركيا، وقيام رجب طيب أردوغان باعتقال 35 ألف تركى من مختلف المجالات، وتشغل بالها فقط فى الشأن الداخلى المصرى، وتروج للخراب، وتدعو لانتفاضات جديدة.

 هذا التقرير الوقح يؤكد أن بريطانيا، العدو الأول والأخير لمصر وليس إسرائيل، وذلك من خلال الوقائع التاريخية والأدلة، فبريطانيا احتلت مصر عام 1882 وحتى 1952 أى ما يربو عن 70 عاما، ثم كانت بطلة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وبطلة تأجيج كل الأوضاع فى مصر مؤخرا، من خلال تبنى كل القضايا لإدانة مصر بكل قوة من حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء إلى مقتل ريجينى، وأخيرا الترويج لخراب مصر وإفلاسها.

ونقول :

وهذا كاتب يكتب في الشأن العام بكل هذا التبلبل وهذا التيه!

 فالأمور كلها تدور حول المؤامرة الكبرى التي تقوم بها البلاد ضد نظام الحكم الي يدافع عنه لا في ممارسات النظام التي استعدت عليه حتى أصدقاءه.

 وفي هذا الصدد فالكل أعداء متآمرون ويعيش في نظرية المؤامرة بشكل هستيري يجمع فيه بين كل التناقضات.

 فمثلا ما وجه الرابط بين كون عصام حجي والدكتور محمد مرسي أنهما كانا يعملان في وكالة ناسا…وبغض النظر عن كونه يعرف ما هي وكالة ناسا هل هي تؤكل ” باعتبارها وكالة ” أم تمثل الناس باعتبارها ” ناسا” فهذا لا نظنه مر بخاطره وربما لا يمر بخاطره أيضا أن نظامه كان يستجدي من الأمريكان استمرار المعونات العسكرية ويشحذ منهم طائرات ” إف 16 ” ليواجه بها شعبه …ووكالة ناسا هي جزء من نظام أمريكا الذي يعول هذا النظام ويشجعه على الاستمرار.

 فهل وجد بعبقريته أن تواجد الشخصان في نفس المكان ولو بفاصل زمني كفيلا لا تهامهما بأنهما متآمران على البلد؟.. وهل عصام حجي الذي كانوا يرفعونه مثل زويل الآن صار خائنا وعميلا ومتآمرا لكونه عمل في ” ناسا ” أو دعا لمجلس رئاسي يخوض انتخابات !! وهل من جريمة ما في كل ذلك أم أنه الهراء في صورة مقالة؟

 أما ملاحظاته على مجلة “إيكونوميست” الإنجليزية الأسبوعية، والتي يقول عنها ” المعنية فقط بنشر الأخبار الاقتصادية ثم بعد ذلك يطلب منها تغطية الأمر السياسي في دولة أخرى بقوله: الإيكونومست، تركت الأوضاع الخطيرة فى تركيا، وقيام رجب طيب أردوغان باعتقال 35 ألف تركى من مختلف المجالات، وتشغل بالها فقط فى الشأن الداخلى المصرى، وتروج للخراب، وتدعو لانتفاضات جديدة.

 غريب هذا الأمر: ألم تزعم أنها متخصصة في الاقتصاد فلم تطالبها بالتدخل في الشؤون السياسية لتركيا؟ وبهذه الطريقة يمكن اتهام أي جريدة لم تتناولين الموضوع الفلاني وتتركين الموضوع الآخر.

 فهل أنت ترسم لهم سياستهم أم هل قيل لك بأنهم يكتبون تقريرا عن حالة السياسة في العالم كله ليكون لاعتراضك وجاهة أو وجهحتى فلا يكون مشهدا عبثيا كما ترسم؟

 ثم دعنا نتساءل أيضا: ولماذا تركيا؟ لم لا تطالب المجلة  كذلك، أو بدلا من ذلك بمتابعة الأمر في سوريا أو في العراق أو ليبيا مثلا وهي بلاد عربية تعاني حقا لكنه يعلم أن هذه أنظمة متوائمة مع نظامه فيخشى إغضابها ولو في ” فنتازيا” كتلك التي يسوقها بينما تركيا المتقدمة المتماسكة تغضب الكاتب ذو الحال المتردي مع نظامه إلى الهاوية الاقتصادية والقيمية.

 والمضحك أن يقول أن تركيا بها 35 ألف معتقل فهلا أفادنا بعدد المسجونين والمعتقلين في أم الدنيا التي تبني سجونا لما ضاقت معتقلاتها بالخمسين ألف الذين يقطنونها بعد مجازر قام بها النظام بحق أهليهم ورفاقهم  ثم اتهم المتضررين بالمشاركة بها فاعتقلهم بدلا من تطييبهم واستسماحهم.

 ثم في مشهد أخير يربط بين المجلة وبين بريطانيا …فيستحضر جرائم بريطانيا نحو مصر من قديم ..ليغطي على خيبته وكأن المجلة الناطق الرسمي للحكومة كمثل حال إعلامنا المتخلف.

 المهم أن يقول كلمة في غاية الخبث يمررها ليوافق نظامه الحالي  حين يقول: أن بريطانيا العدو الأول و”الأخير” لمصر و” ليس إسرئيل”  شفت الخيبة حين يضرب المثل بأن بريطانيا قادت العدوان الثلاثي على مصر ونهمس في أذنه أن معشوقته إسرائيل هي أيضا كانت ضالعة في العدوان وإلا لم أطلقوا عليه عدوانا ثلاثيا ؟ أليس لمشاركة إسرائيل مع فرنسا وبريطانيا فيه؟

 ثم انفردت إسرائيل بعد ذلك بكل المواجهات معنا : 67 – الاستنزاف – 73 بخلاف مواجهات المخابرات وغيرها …فلم برأها خارج السياق …وقد أدان الجميع : أمريكا وبريطانيا وتركيا وغيرهم !

 الصورة برمتها تعكس هستريا المدافعين والمشتاقين والخائفين من الغضب الشعبي الهادر قريبا فيدفنون رؤوسهم في الرمال ويزيدون تورطهم والطين بلة